الاستغلال الخفي للذكور من فترة الصغر إلى الكبر
إن في هذا الزمان وهذه الأيام صداقات سامة وسلوكيات منحرفة ومؤذية تؤثر على مستقبل الأبناء الصغار وهي ميل فئة من الكبار بالعمر إلى استغلال من أصغر منهم في السن، من خلال إجراء عمليات التعارف بين الطرفين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي تطور العلاقة بين الطرفين عن طريق إجراء المحادثات والمكالمات الصوتية إلى أن تصبح العلاقة مرتبطة باللقاءات على أرض الواقع، بمعنى آخر في مكان محدد، وعلى سبيل المثال تعارف بين طرف يصل لعمر «31» عاما وطرف وآخر يصل لعمر «17»، أو مثلا تعارف بين طرف يصل لعمر «48» وطرف يصل لعمر «21».
من هنا تسعى فئة من الكبار إلى هدف الاستغلال باتباع أسلوب الاستدراج خطوة بخطوة وليس لأول مرة بل بعد فترة من الزمن وذلك لبناء الثقة القوية بين الطرف الصغير والكبير، من أجل أن لا تحدث مشاكل بينهم في مستقبل، ولذلك الطرف الكبير يسعى لكسب ثقة من أصغر منه حتى يستغل الثقة بالصداقة إلى أن يكبر بالعمر، وبالتالي يكبر الطرف الصغير شيئا فشيئا إلى أن يصبح كالخاتم في يد الكبير بالسن، ومن هذا المنطلق يستطيع التحكم به.
وفي هذا الجانب تبدأ أهداف الاستغلال الأكثر شيوعا كالتي تشمل تصوير الضحية بغاية ممارسة الابتزاز وتجميع الصور غير اللائقة من فترة الصغر إلى الكبر، بل تلجأ فئة من الكبار إلى استغلال الطرف الصغير في جلب أطراف أخرى من خلال التواصل مع غرباء في مواقع التواصل الاجتماعي ثم الالتقاء بهم على أرض الواقع، من أجل أن يستغل الطرف الكبير الأطراف الصغيرة الأخرى التي تواصل معها المرتبط معه بالصداقة.
تبدأ عملية التفاوض والتبادل والتفاهم بين الطرفين فكل طرف يخدم الآخر بجلب أطراف أخرى له بمكان مغلق وبعد ذلك يبدأ الطرف الكبير باستغلال العينات الأخرى بالتصوير والإيذاء، وهكذا يستمر هذا الأمر لفترة طويلة من السنوات وأحيانا يتم استغلال ذكور صغار لسنوات كثيرة، ومن هنا تجد هذه الشخصيات السامة والمؤذية لا تملك ضمير حي ولا دين وليس لديها فكر واعي فهي لديها تفكير منحرف ومنسلخ عن الفطرة السليمة.
وبعد فترة من الزمن إذا استمرت العلاقة من الممكن أن تلجأ فئة من الكبار إلى ممارسة وسيلة التجارة تجاه الصغار بالسن عن طريق السفر إلى الدول الأجنبية أو إجراء اللقاء المعين، بغاية التكسب المالي بطريقة غير مشروعة، بمعنى آخر ممارسة التجارة بالصور غير اللائقة، أو يسعى الطرف الكبير إلى جلب الصغار إلى الأصدقاء المرتبطين بعلاقة معه، وذلك بهدف الاستغلال والاستدراج باتباع مبدأ خطوة بخطوة بعد إجراء لقاء معهم في مكان معين.
ومثال وموقف حي على التجارة بالفئات العمرية الصغيرة هو فيلم صوت الحرية «Sound of Freedom» المستوحى من قصة حقيقية من قبل العميل السابق في الأمن الداخلي والذي يدعى تيم بالارد، ومعنى الأمن الداخلي هو حفظ السلام والنظام داخل حدود الدولة عن طريق تطبيق القانون، والدفاع ضد التهديدات الداخلية مثل عمليات الإرهاب والجريمة المنظمة، جدير بالذكر تركز قصة الفيلم حول الدخول في مهمات بغرض إنقاذ أطفال من عصابات الخطف وشبكات التجارة الجسدية في أمريكا اللاتينية، كما يركز الفيلم على قضية الاتجار بالبشر ورفع الوعي بشأن الاستغلال الجسدي.
في النهاية، إن الحل الذي يكون برفع مستوى الوعي بين أفراد الأسرة والمجتمع بخصوص الاستغلال الجسدي يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النجاح المستقبلي والاستقرار لدى الأبناء في المسيرة المستقبلية والعلاقات الأسرية التي تهدف لتقوية العلاقة بين الأبناء وأولياء الأمور خاصة في فترة الصغر، من أجل تفادي التعرض للاستغلال من قبل الكبار.











 
		
		








