والتواصل مع اخواننا السنة هي وسيلة لا مشروع

الخباز : مشروعنا الطائفة وحقوقها

شبكة أم الحمام اللجنة الاعلامية بحسينية الناصر ــ محمد آل عباس

- على المجتمع التجرد من الصراعات والتوجه الى الاولويات.

-قضيتنا الاساسية والاولية هي التشيع.

- علينا أن نتحرر من خدمة العنوان والفئة والتيار.

- منشأ الخلاف هي البورغماتية.

- الوسائل في الامور المصيرية تحتاج الى دراسات تقنع الطبقة الفاعلة .

- التواصل مع السلطة للمدح والثناء مرفوض ويفقد العمامة هويتها .

أفتتح سماحة السيد منير الخباز يوم الأحد الماضي معرض الفنون التشكيلية بحسينية الناصر بسيهات ضمن فقرات البرنامج الثقافي الرمضاني الـ(21)، والمتألفة من معرض للرسم و الرسم الكاركاتيري و فن التصوير الفوتوغرافي. وتابع سماحتة البرنامج بمحاضرة تحت مسمى "دور أهل البيت في بناء المجتمع ".

وكانت المحاضرة التي ادارها الأستاذ حسين آل عباس مع سماحة السيد ، تناولت دور أهل البيت في بناء الحضارة الإنسانية وبدأها بثلاث محاور. أسماها بالمقارنة بين أهل البيت وعمالقة الحضارة ، و الأدوار التي مارسها أهل البيت في بناء الحضارة ، و مشروع أهل البيت في بناء الحضارة الإنسانية .

وأشار سماحة السيد في مناقشته للمحور الأول أن هنالك أربع عناصر ضرورية أعتمد عليها أهل البيت لتحقيق هدف بناء الحضارة الإنسانية . وهي العدالة في توزيع الإرث ، و الأخوّة ، و الرقابة الإجتماعية ، والتكافل الإجتماعي .

وبيّن سماحته أن من خلال هذه العناصر الأربعة يكمن الإستحقاق و التعظيم للنهوض بهذا الدور الإجتماعي.

وجاء بالمحور الثاني والذي ناقش الأدوار التي مارسها أهل البيت في بناء هذه الحضارة، حيث ركّز على الأدوار الثلاثة، الروحي و الإنساني والسياسي . وجاء في وصف الدور الروحي أنه يتّسم بالعطاء ، وتجاوز النزعة الشخصية ، والثقة بالنفس ، والمشورة ،والإستفادة من تجارب الآخرين .


وأشار بأن الدور الإنساني طبقه أهل البيت بشكل عظيم كما شرعوه نظرياً . وأنه يحفظ للإنسان كرامته . وبشأن الدور السياسي أوضح أن سياسة أهل البيت هي المبدأ ، ويتشكل هذا الدور في ثلاثة عناصر أهمها المبدأيه ، والصمود والثبات ، وإستقلال أهل البيت عن السلطة . وجاء بعرض بعض النماذج عن أهل البيت عليهم السلام .

وتابع سماحته شرح المحور الثالث ألا وهوتقديم مشروع أهل البيت لبناء الحضارة الإنسانية . و أوضح أنه مشروع فكري مبني على العمق والدقة والثقافة، وأنه منطلق للمشروع العملي. كما أسترسل سماحة السيد في حديثه أن الإمام الصادق أسس جامعة بالمدينة المنورة وهدفة تبيين خطورة وأهمية المشروع الفكري .

ودعا المجتمع الى التجرد من الصراعات والتوجه إلى الاولويات , واكد أن هذا يحتاج إلى ثقافة التي هي من وظيفة المنابر والمساجد , وشدد على أنا تركز المساجد والمنابر على القضايا الاساسية , حيث سيؤدي ذلك الى انشغال المجتمع بتلك القضايا.

وأكد أن تركيزه في منبره في السنين الماضية على القضايا العقائدية جاء لإفهام هذا الجيل الناشئ أن هذه هي القضايا الاساسية التي يجب أن يهضمها هضما جيدا , ولأجل أن تكون منطلقا في مقام العمل .

وشدد قائلا “ أن قضيتنا الاساسية والاولية هي التشيع , بمعنى ابراز فكر أهل البيت وابراز عظمة أهل البيت . وأكد “ أننا لاننكر وجود قضايا أخرى ذات مساس وصلة بواقعنا , ولكن القضية الاساسية هي ابراز التتشيع “.

وتابع منوهاً “ أن هذا لا يخدم التشيع فقط! , بل حتى يخدم المذاهب الاسلامية الاخرى , حيث أنها اذا أخذت التشيع بعمقه ودقته من المنابر والقنوات الموثوقة استفادت من هذا العطاء”.

وشدد “ أن الذي نؤكد اليوم وبالامس وغدا , هو أن علينا أن نتحرر من خدمة العنوان أو الفئة أو التيار ..., وأن يكون تركيزنا على خدمة التشيع لا خدمة أشخاص وعناوين ...”.

وبين “ أن المنشأ للخلاف في العراق وفي كل مكان هي البوروغماتية “ , وذكر لبنان مثالاً يحتذى به في التوحد لأجل خدمة ابراز التشيع في صورته المشرقة ... “.

ووضح “ ان لغة أنا لدي مشروع , وأنت لديك مشروع هي لغة صبيانية ...” , وتابع “أن اللغة الصحيحة هي أن لدينا مشروع واحد وهو الطائفة وحقوقها “.

كما نوّة أن المشروع هو إبراز مذهب أهل البيت بصورة عميقة ,وأن من يقول أن التواصل مع أهل السنة هو مشروع المذهب الشيعي فهو خاطئ ، بل هي وسيلة ضرورية وليست مشروعاً على الإطلاق .

وأكد أن التواصل مع الاخوة السنة لم ينقطع حتى نجعله مشروعا , وأنه ممتد منذ أكثر من 80 عام.

وواصل “ أن التواصل موجود , ولكن علينا أن نبحث عن ترشيد هذا التواصل , مع من نتواصل , وماهي حدود هذا التواصل , وذلك على ضوء دراسات تكتب وليس على ضوء كلام يكتب هنا وهناك “.

ووجه سؤالا لأصحاب دعوات مثل هذه المشاريع في المواقع وغيرها وهو “ ماهي الدراسات التي بنيت عليها هذا البرنامج ؟!” ,” لان هذه أمور مصيرية تحتاج الى دراسات لتقنع الطبقة الفاعلة والمؤثرة في مسيرة هذا المجتمع , فلا يمكن أن تقوم بها فئة واحدة أو شخص واحد أو خط معين”.

وعاتب سماحته بعض الكتاب الذين يهاجمون الحوزات العلمية . وقال "يجب أن لا نعتدي بأقلامنا الصغيرة على حوزاتنا العلمية الكبيرة ".

وأكد أن ابراز مشروع أهل البيت ليس دعوة الى الانغلاق , لأن أهل البيت لم يكونوا منغلقين . وتسائل “ هل ابراز الصحيفة السجادية بعطائها انغلاق ؟!! , أو ابراز قيم الحسين وكربلاء انغلاق ؟!!.

وذكر قناة المنار مثلاً يحتذى به , وقال “ رغم ملاحظاتي على القناة التي أوصلتها الى الاخوة المسؤولين , وتجاوبي مع انصافاً , إلا أنها تبرز قيم الحسين وكربلاء بطريقة ذكية بعيدا عن الطائفية “.

وتابع “ أن كثيرا من فلسطين والاردن ومصر وغيرها تشيعوا ببركة هذا الشعاع المهذب وهذا الطرح الذكي من خلال قناة المنار”.

وبين “ أنه عندما نقوم بطرح فكر أهل البيت بريقة جذابة ومدروسة , نجذب الاخرين , وهذا هو المشروع”.

وشدد في معرض جوابه حول التواصل مع السلطة ورفض بعض العمائم لهذا الامر “ أن هذا التواصل مهم وضروري في القاضايا المصيرية والمهمة , وليس أن يتحول هذا التواصل إلى مدح وثناء وعلاقات بحيث تفقد العمامة موقعها وتفقد كونها امتدادا لسيرة النبي وأهل بيته , فهذا الذي نرفضه , ولا نسير فيه “.

وفي الختام أكد حصول زيارات في الآونة الاخيرة الى مكاتب المراجع في قم , وشرح الاوضاع العامة للمنطقة , وشدد على طرح الحاجة الى لحمة اجتماعية متفاعلة تحت راية علي حول هدف “ الطائفة وحقوقها “ وشدد انه مع كل من يشترك معه في هذا الهدف.

ومن جانب آخر صرّح سماحته للجنة الإعلامية أن التنظيم والحضور متميز هذه السنة . وأضاف أنه يأمل من هذا الشباب الواعد متابعة هذا العمل والتطور والتفكير الإبداعي ، وجذب المجتمع وإنقاذ الجيل الشبابي بالإنغماس في مثل هذه البرامج الدينية.