إلي وزير المواصلات ورئيس النقل الجماعي !

الأستاذ / فوزي صادق *

شهادتي تظل وستظل مجروحة .. لكن هي الحقيقة ويجب أن تقال، حيث لم تألوا حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة البلديات جهداً في إعادة تجديد وصيانة شوارع مدننا الجميلة ( الرئيسية منها والفرعية ) ، حتى رأينا وبأم عيوننا مؤخراً، كيف تحولت الأرصفة المشروخة والمكسرة أمام أبواب بيوتنا إلي تحف فنية رائعة ! وقد رصفت بالأحجار الملونة والمزخرفة، حتى أصبحت تلك الشوارع بأشجارها وأسوارها وخطوطها ، إلي ( لوحة رائعة يأنس بها الناظر) ، وخاصة في الشوارع الرئيسية والواجهات البحرية . ولن ننسى أيضاً دور وزارة المواصلات وشركة النقل الجماعي الوطني ( سابتكـو ) في تحريك عجلة النقل والمواصلات بالمملكة ، حيث سخرتا وقدمتا الخدمات الجلية التي لا تعد ولا تحصى للمواطن والمقيم منذ عشرات السنين ، وماضيهما شاهد على ذلك .. فكم ركبنا في طفولتنا ومازلنا نفعل حافلات النقل الجماعي، من وإلي مدينة إلي أخرى ؟  وكم حججنا وأعتمرنا بالنقل الجماعي ؟ و كم أنتقـلنا من وإلي المطارات، أو إلي الدول المجاورة ، والكثير من الخدمات.

لكن الأن وفي زمن ازدهار مملكتنا الغالية ( الفرحة لم تكتمل ! ) فهاهي الشوارع قد أسندت وزينت بالجسور والأنفاق الجديدة والمضيئة ، لكنها فقدت روح حركة النقل والمواصلات ! ألا وهي حافلات النقل الجماعي التي كانت تسير في شوارعنا سابقاً .. فقد لاحظنا ويعرف هذا الجميع ، إنه وفي السنوات الأخيرة ضعفت وأهترت حافلات النقل الداخلي، حيث اقتصرت على حافلات قديمة مكسرة ، وبالكاد تسير ! ويستقلها بعض العمال !

فهاهي اللحظة قد حانت سيدي رئيس شركة النقل الجماعي  ، كي تلحق بركب التجديد ، كما هو الحال مع إعادة إعمار الشوارع ، وحركة تحديث وتوسعة الخطوط الحديدية ، وتوسعة المطارات والموانئ ،  فكم وكم كان يتمنى المواطن أن يرى حافلات جميلة داخل المدن تنقله وتنقل أبنائه ..  حافلات مكيفة وحديثة تنقلنا داخل مدننا الشاسعة والمترامية الأطراف ، فالزحف العمراني يلحق بالتضخم السكاني ولا يتوقف!  حتى وصلت أبعد نقطتين في بعض المدن إلي سبعين كلم ، كما هي الحال في العاصمة (الرياض) ، وإلي أربعين كلم بين مدينتي الخبر والدمام ، وأطراف منطقة الأحساء ومدينة جدة ، وكل مدن مملكتنا الحبيبة .. فنتمنى سيدي أن نرى حافلات راقية تزيد من شوارعنا جمالاً ! ونتمنى أن نرى مواقف جميلة ومكيفة للركاب، كي تكتمل لوحة عمارة وتجديد المدن بهاءً وجمالاً .

وأنا أجزم ( و لا يختلف معي أثنين )، إن المردود المادي مجزي ومغري في هكذا مشاريع مدنية ! والشركات الاستثمارية تنتظر فقط الإشارة ( بموافقة المناقصة ) ، فهناك مردود قوي من اللوحات الدعائية المعلقة على الحافلات وفوق وداخل مواقف انتظار الركاب، من اللوح والشاشات تلفزيونية داخل الحافلات والمواقف، وهناك إيجابيات وحوافز من تطوير الناقل الوطني ، كالتقليل من استخدام السيارات الخاصة ، وبذلك ستقل الزحمة المرورية، وحوادث الدهس والسير، وتشجيع لحركة السياحة في البلد ، وخلق فرص ووظائف جديدة لنقاط بيع المشروبات والمأكولات الخفيفة ، بالمواقف وداخل الحافلات ، والكثير مما سنكتشفه لاحقاً
ادعوا الله من قلبي ، أن يأتي اليوم الذي أركب فيه الحافلة أنا وأبنائي، وأجد أبناء وطني يفعلون مثلي ، من مدينة الدمام إلي مدينة الخبر، أو صفـوى ، ومن شمال مدينة الرياض إلي جنوبها، وأن نستمتع في طريقنا بشرب المشروبات الباردة والساخنة، ونستأنس بمشاهدة العمائر والشوارع والأنفاق والجسور ، وأن نستمتع بالناقل الجميل في هذا الوطن الجميل .

روائي وباحث اجتماعي