لا شيءَ بعد الشيءْ

 

لا شيءَ بعد الشيءْ.

لا كونَ يُرسمُ خلف نافذة الزمانِ

ولا انحناء يشبه الماضي على جسدي، ولا حتّى أنا صُيُّرْتُ شيئاً من إلهٍ كان يسبح كالنجوم الطافياتِ على جنان الخلدِ...، لا موتى تموت على شهادتها.. ولا شيءٌ سوى ذاك الفراغ الآدميْ.

لا شيء يصرخ في دمي، هذا أنا نسيٌ يسير كما السديمْ.

شكلٌ من الألوان يسبح مثلما روحٍ تموت على حكايتها.،...

هذا أنا من كان يسأل عن قيامتها..، عن الوجع المقدس في السماءْ.

 

لا شيءَ بعد الشيءِ

لا لغةً تطيرُ كما الحمامِ، ولا رؤىً تعبى كموت لا يملُّ الانتظارْ.

لا شيء بعدَ الشيءِ..

قبعة تروادني على استحياءِ، ملقاةً على حجر الظلامْ.

موتٌ يقصُّ عليَّ رحلتهُ، ويغسلني بماء الوردِ.. يملؤني بصومعةٍ من السجداتِ، أعرفهُ ويعرفُنِي، يُحَدِّثُنِي عن الأحلامِ.. عن أمي وجدتها.. وعن نجمٍ وعن حممٍ، وعن طغيانْ.

 

لا شيءَ بعد الشيءِ

أحجية تنام على وسادتها.. رؤىً ملأى بأرواحٍ تدور على نُبوّتها.

 60 أمنيةً أراها كالنجوم بلا هويةَ أو وطنْ.

 

لا شيء بعد الشيءْ.

القصة ابتدأتْ، ترددها القيامةَ في دمي، فأعودُ أبكي مثل رحلتيَ الطويلة في بويضة جدّتي، أو مثل وجهٍ راقصٍ كالسائل المنويِّ، إذ يمشي إلى رحم السماءِ، معانقاً بعضاَ من الموتى الصغارِ، الراحلين عن المدى، القادمين إلى حياهْ.

 

لا شيءَ بعد الشيءْ

لو مرّةً عادت إلى الأضواء خارطتي.، لو مرّةً...؛ لعبدتُ نجمتيَ الوحيدةَ.. كنتُ بين النهر والصحراء إنساناً يُغنّى أسمَ زهرتهِ، يُقبّلُ آخر الكلماتِ، أولها، ويعشق بين أنجمها الغوايةَ من جديدْ.

لو مرّةً عادت إلى الأضواء خارطتي. لسجدتُ للدنيا. أنا لستُ إلاّ سيّداً "ستقول لي الدنيا"، سأخبرها بأني ما بقيت على المدى، إلا مدىً نسيَ التوغل في الزمنْ، نسيت جوارحه المماتَ، فعاد مثل الزهر يبحث عن خلودهْ.

سأعودُ من لا شيءَ شيئاً، هكذا تحظى بفرصتكَ الأخيرةَ، هكذا ستعود عرجوناً قديما.

مذ كنتُ في رحم الفضاء مسالمٌ، حظي سيخبرني بأنّ العودة الأخرى بلا جسدٍ نحيلٍ ضاع في روحي، فضعتُ كما سناء الأتقياءْ.

أنا لستُ إلا بعضَ ذاكرة خجولهْ. وكسائلي المنويِّ أبحث عن توالديَ الجديدْ. عن أي شيءٍ تاهَ في اللاشيءْ.

 

لا شيء بعد الشيءْ

"الدُنْيَةُ" اكتلمت، ولا شيءٌ يمرُّ ولا مجرّه.

لا شيء حتى صورة الذكرى القديمة، بعض صفحاتٍ من الآيات والذكر الحكيمْ. لا شيءَ، إلا عزلتي..، إلا انتماء حقيقتي.. شكلي الذي ما زال يُبحر باحثا عن نجمة أنثى تعوِّدني على طرْق السماءْ.،...