يقرؤونه ولكن !

 

 

الكثير من الناس يختمون القرآن في شهر رمضان المبارك الذي هو ربيع القرآن مرة أو مرتين خلال هذا الشهر العظيم , بل يتعدى الأمر إلى إقامة حلقات لتحفيظه وتفسيره وما أشبه ذلك ..

كل ذلك جميل جدا , بل ومطلوب وحبذا لو كان على مدار العام ولا ينحصر على شهر معين .

 

تساؤل يخالجني مذ كنت طفلا حتى يومي هذا , ولعله يخالج صدور كثير من الناس , لم لا نرى تعاليم القرآن تنطبق على مفاهيم حياتنا وتعاملاتنا بحيث يشكل صورة واقعية على الأرض , أوليس القرآن هو ذلك الدستور العظيم الذي نزل من السماء بتشريعات مثالية على قلب خير الخلق ؟ فلماذا لا يُعمل به رغم أننا نقرؤه و نحفظه , فهل نقرأ ما لا نطبق ؟

 

فأين آيات الإنفاق ؟ وأين آيات الجهاد ؟ وأين آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟  وأين آية التعاون على البر والتقوى ؟ وأين آية واعتصموا بحبل الله جميعا ؟ وأين آية إن أكرمكم عند الله أتقاكم ؟ وأين آية إنما المؤمنون إخوة ؟ وأين آية ولا تنازعوا ؟ وأين ؟ وأين ؟ وأين تطبيق الفقه الإسلامي في مختلف جوانبه كفقه الطب و فقه المال والإقتصاد وفقه السياسة وفقه العولمة وفقه النكاح وفقه النظافة وفقه المرور ( الذي يعتبر شبه معدوم خصيصا في فترة ما قبل الإفطار ) و غيره وغيره ..

 

فيلزم أن لا نكون كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا بدون أي فائدة  , بحيث نقرأ ولا نطبق ونحفظ ونردد كلقلقة لسان فقط و نحن أشد البعد عن التعاليم الإسلامية  الرشيدة الموجودة في القرآن .

كما أقترح أن ينشر القرآن بتفسيره نشرا يلائم مدركات الجيل الحاضر حتى يصل بمرونة أكثر بمفهومه الصحيح . وعلى اللجان والمراكز المتخصصة في مجال القرآن الكريم أن تستهدف عمق القرآن والتدبر فيه وعدم الاقتصار على تعلم التلاوة والتجويد فقط حتى لا يكون هناك نقصا في الثقافة القرآنية لدى المسلمين في بقاع الأرض .

 

فنحن نملك ثروة رائعة لا يمتلكها غيرنا من الناس ممن هم على غير ديننا  , نملك القرآن العظيم .

 

فلنحاول أن نستنير بهداه ونمشي في طريق الحق بواسطته و لنحاول أن نتعلم شيئا من علومه حتى لا ينقضي هذا الشهر إلا بفائدة تعود على سلوكنا مع أنفسنا و مجتمعنا و حضارتنا ..

فهل من مدّكر ؟