قطيفنا تقرأ

زينب بدر الشبيب

قبل فترة وجيزة كنت في زيارة إلى دولة (ماليزيا) ، تلك الدولة التي أبهرتني بتحضرها وتقدمها في مجالات عدة، كما أ بهرتني باحتوائها لشعب متقدم فكرياً ، شعب مسالم ومتعايش مع بعضه البعض ، على الرغم من أن عدد من يقطنها أكثر من 28 مليون نسمة ، من مختلف الديانات والجنسيات.

 انتشار ثقافة التعايش بين سكان هذه الدولة لا أظنه قد أتى من فراغ، فنحن هنا نحاول بشتى الوسائل أن نوجد مثل هذه الثقافة بيننا كطوائف مذهبية منتمية لنفس الديانة، ولكن نجد أنفسنا أمام تحدٍ آخر وهو تعايشنا كأبناء طائفة واحدة؟!

كنت دائماً أبحث عن السر وراء تقدم وتحضر هذا البلد،السر الذي نفتقده لحل نزاعاتنا المستمرة  وبدء مرحلة جديدة ، ينيرها الوعي ، ذلك الوعي الذي يساعدنا على التقدم للأمام ، يساعدنا على علاج مرض الكساح الثقافي الذي أصبنا به في ظل تحديات ثورة التكنولوجيا التي نجحت في تجميد عقولنا باستخدامنا السلبي لها، فوقفنا أمام الارتقاء بفكرنا وثقافتنا.

وبما أننا عرفنا مصدر الداء فما علينا  إلا العمل على تطبيبه ، فنحتاج أولاً لعملية إذابة ذلك الجليد ، لنستطيع بعدها إدخال الدواء الذي هو الوعي والثقافة السليمة فتخرج من العقل  أفكار سليمة تساهم في عملية التقدم والتحضر، فنحن المسئولون عما يخرج من هذا العقل الذي ميزنا به تعالى على سائر المخلوقات.

والحقيقة التي يعلمها الجميع ويتجاهلها البعض هي أن إدخال هذا الدواء لا يكون إلا بطريقة واحدة وهي (القراءة).

نشر هذه الثقافة وجعلها عادة مستمرة يحتاج إلى مشاريع رائعة كمشروع  مهرجان القراءة الذي كان في ماليزيا في فترة تواجدي هناك والذي كان تحت عنوان (القراءة ملهمة) ، والملفت للنظر ذلك الإقبال الهائل من قبل مختلف شرائح المجتمع الماليزي لا سيما الأطفال .

أو كمشروع (حيُنا يقرأ) الذي أقيم في أحد أحياء مدينة جدة ، فكرة هذا المشروع تقوم على بيع كتيب معين بسعر رمزي على أبناء ذلك الحي بحيث يناقش ذلك الكتاب قضية من قضايا المجتمع، أو يساعد على تنمية الذات ،بعد بيع الكتاب بحوالي بضعة أشهر تقوم الجهة المعنية بمناقشته مع من ابتاعه من عامة الناس ، وكعملية تحفيزية على قراءته تكون هناك هدايا رمزية لمن قرأه وحضر المناقشة.

ربما عرفت سيدي القارئ لمقالي وعنوانه (قطيفنا تقرأ)أنني هنا أردت طرح مثل هذه الفكرة لتكون على نطاق القطيف ، فلا يغيب عنك ما لهذا المشروع من أهداف سامية أولها نشر عادة القراءة وتحبيبها للنفس فمصادر المعرفة الأخرى لا تغني عن الكتاب وإن كثرت،ومن خلال هذه الشبكات الثقافية أناشد جميع مثقفي المنطقة لتبني هذا المشروع لا سيما الكاتب الأستاذ حسن آل حمادة متبني مشاريع الترويج لنشر عادة القراءة ومؤلف كتاب( أمة اقرأ لا تقرأ)

كما أناشد كل من لديه فكرة لتطوير هذا المشروع وجعله مشيداً على أرض القطيف.

 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
براهيم بن علي الشيخ
12 / 10 / 2010م - 1:45 م
إبنتي العزيزة : زينب بنت بدر الشبيب
كم أنت رائعة في إلتقاطك للجوانب الإيجابية فيما وقعت عليه عينك في ماليزيا والتي تُعد إنموذجاً حضارياً لمجتمع الثقافات المتعددة والتعايش السلمي ، المسألة يا إبنتي تكمن في ( أندية الكراهية ) ومصانع تفخيخ العقول ، ولكن بلا شك فكرتك رائدة ، وتستحق المساندة والتشجيع من المهتمين بالشأن الثقافي والتوعوي ولعل مركز الوعي بجمعية أم الحمام الخيرية ورئيسه الأستاذ : حسين منصور الحرز ، يسارع لتبني الفكرة إن شاء الله . لا سيما وهو لديه شبكة علاقات واسعة النطاق مع المثقفين . المهم ماذا نقرأ ؟ وفقك الله لكل خير وأسبغ عليك أثواب الصحة والهناء يا عزيزتي المتألقة .
2
زينب بدر
13 / 10 / 2010م - 7:32 م
أستاذي الغالي وعمي العزيز إبراهيم الشيخ
أشكر لك مرورك الذي أنار مقالي ..
من خلال هذه الشبكة الكريمة أوجه الدعوة إلى كل لجنة خيرية تسعى لنشر الوعي والثقافة لتبني هذا المشروع ،وأوافقك الرأي بأن المهم في الأمر هو ماذا نقرأ ،لذلك أقترح أن تكون المادة المطروحة للقراءة مادة تساهم في رقي الذات والمجتمع..