الحصرية في الاعمال الاجتماعيه

 

 

مفهوم الحصرية ؟

 

الجميع يعرف معنى " الحصرية "  : و التي يعنى بها الاحتكار و التفرد بشىء وتقديمه وتوفيره عن طريق واحد فقط ، والتي نجدها  كمثال حين تتسابق القنوات لبث خبر حصري تنفرد به القناه.

 

 

لماذا الحصرية ؟

 

تستخدم الحصريه في الاعمال التجاريه بشكل خاص و نطاق أوسع لما لها من فوائد ربحيه تدر على المؤسسة أو الشركه. وبهذه الطريقه يقوم التجار بإجبار المستهلكين على التوجه لهم فقط لكي يحصلوا على الخدمة أو المنتج

وكمثال على ذلك :

 

  1. الحصرية في نقل بعض النشاطات او المسابقات من خلال بعض القنوات الرياضيه.
  2. الحصرية في بيع الماركات العالمية من خلال موزع وحيد في المنطقه.
  3. الحصرية في المقابلات او الاخبار العاجله التي تنفرد بها القنوات و المحطات الاعلاميه المرئيه والمكتوبه.

 

كل هذه الامثله وعلى الرغم من تنوع مجالها واختلاف اهتماماتها الا انها تتفق في مفهوم الحصرية  من حيث جذب المستهلك .

 

 

الحصرية في الاعمال الاجتماعيه

 

مجتمعنا ولله الحمد ملئ بالطاقات الفاعله والتي تخدم مجتمعها من خلال المشاريع الخيريه والتي تساهم في رفع المستوى الثقافي و الوعي الادراكي في المجتمع وكل هذه الجهود المبذوله مجانيه غير مشروطه.

 

ولكن وللأسف في الآونه الاخيره بدء مفهوم الحصرية يتغلغل في جسد العمل الاجتماعي التطوعي من خلال تطويق الكفاءات والمشاريع تحت مسمى الحصرية واضرب هنا بعض الامثله بشكل مطلق لايخصص بها احد وانما هي الحاله السائده.

 

فأصبحنا نرى :

  1. رادود حصري : يشدوا بالقصائد لمواكب معينه ولتيار معين متناسي القضيه الاساسيه وهي خدمه الدين.
  2. كفاءه حصرية : تقدم خدماتها وطاقتها تحت مظله واحده فقط.
  3. مشروع خيري حصري: يعنى بتوظيف الكفاءات المحصوره تحت مؤسسته والتي تبث قناعاته.

 

والهاجس الاكبر ان نرى في المستقبل مسجد حصري أو  حسينيه حصرية. اقول هذا وقد بدت في الافق هذه الرؤى ( الله يستر )

 

لربما يختلف معي البعض فيما أقول بحجه " و إن اختلفت الافكار وان تعددت الطاقات وكثره الاتجاهات في طريقه العمل فهو في النهايه يصب في خدمة المجتمع"

 

أقول في المقابل مالفائدة من ذلك وهو يقسم مجتمعنا الى فئات وجماعات ويحد من الاستفادة من خير الطاقات والكفاءات تحت مسمى " هذا من جماعتنا "

  

ماذا يجب علينا فعله

 

1-      البدء بأصلاح النفس

أن جميع مايحدث من حصر للكفاءه هو من شح النفوس وكما دلت علي الايه الكريمه : ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1) ﴿

 

فالايه الكريمه دلت على توخي شح الانفس بشكل عام والذي يحمل جميع صفات الشح سواء كان المادي، المعنوي، الاخلاقي ، الفكري ، فحالة توخي الشح هنا تعني تجاوز حاله الانانيه الذاتيه والسمو بحالة العطاء.

 

 

2-      توجيه الجماعات واللجان للتعاون

تعاون وتقاطع الجهود بين الجماعات بمختلف افكارها كما نصت الايه الشريفه  ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان (2)

 ولايخفى على الجميع ما تسببه الحصريه من عداوات في مجتماعاتنا.

 

فعليه يجب على الجميع التجرد من شح النفوس والذي يحصر الطاقات الخيره في الافراد والتعاون بين أفراد المجتمع ونسيان الإنتماءات الدينيه التي تحصر الكفاءات العامله وتمنع التعامل مع الغير والمشاركه في فعالياته فتصبح في النهايه حصرية لمن يدين بفكرها فقط.

 

علينا جميعا التجرد  منها ومن حصريتها البغيضه لصالح الغايه الاسمى وهي خدمه المجتمع .

1-سورة الحشر الايه 9
2-سورة المائده الايه 2
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 14
1
جابر العبد الله ،،،
[ القنفذة ،، ]: 31 / 10 / 2010م - 5:11 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
رادود حصري : يشدوا بالقصائد لمواكب معينه ولتيار معين متناسي القضيه الاساسيه وهي خدمه الدين.

بالنسبة لهذه النقطة فهي طبيعية جداً جداً ، لو انا رادود بكل تأكيد سألقي قصائد تتماشى مع فكري ومنهجي ،،،، وين المشكلة !!!

كفاءه حصرية : تقدم خدماتها وطاقتها تحت مظله واحده فقط.

وبالنسبة لهذه النقطة / بكل تأكيد راح اعمل مع جماعة تتوافق فكريا معاي ومن نفس السن تقريبا ، العمل لابد ان يكون ضمن فئة متجانسة ،،،
شكرا سيد للمقال الرائع ، وارجو قبول مشاركتي ،،،
2
أبوأكبر
[ القطيف - أم الحمام ]: 31 / 10 / 2010م - 8:13 م
اللهم صل على من لاتتم الصلاة إلا بالصلاة عليه وآله
اللهم صل على محمد وأل محمد

أحست سيدنا العزيز

الحصريه داء استفحل فصار يُبرر له ويعنون بعنوان أنه طبيعي.
وعندما تمتلك قدرة أو طاقه فإنها لاتكون إلا للفئه المنتمى إليها والتي تمثل نسبه من المجتمع والعمل مع فئة أخرى حرام أو شبهه

اي مانع هذا الذي يمنع العمل مع غيره من المؤمنين وأي ثقافة تمنع من التقاطع مع المواليين
وهل خدمة المؤمنين جاءت مشروطه؟

والمشكلة الأدهى أخواني حينما نرى مؤسسة حصرية على أفرادها فقط
ومادام الفكر مختلف ينبغي المقاطعه

فيبدأ النزاع النفسي حينئذ والتنافر بين أفراد المجتمع.

في الحقيقة الموضوع ذو شجون

عفوا على الاطاله
3
السيد هاشم الساده
1 / 11 / 2010م - 7:02 ص
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الاخ العزيز جابر

شكرا لك على مداخلتك الثمينه

استاذي العزيز
بالنسبه لشدوا القصائد والعمل الاجتماعي يكون فقط لما يتماشى مع فكري ومنهجي فبهذه الطريقه لن يكون هناك نقاط التقاء ابدا في ظل تباعد الافكار والمعتقدات

التقاطع والتجانس و التعاون بين فئات المجتمع لا تتطلب ان تؤمن بفكري و اؤمن بفكرك وانما تتطلب ان اشارك وتشاركني على رغم اختلاف وجهات نظرنا وان لا يفسد لنا في الود قضيه

تحيه لك عزيزي وشكرا لك على مداخلتك الرائعه لا عدمنا عطائك

4
السيد هاشم الساده
1 / 11 / 2010م - 7:26 ص
احسنت اخي العزيز ابو اكبر

العمل الاجتماعي اذا تعددت فيه الطاقات والاتجاهات اصبح اقوى وانجح

اما اذا انزوى كل فريق بما يملك واكتفى بهذا القدر ولم يتقاطع مع باقي الطاقات انقسم المجتمع

وكلامي هذا لجميع الاطياف والتيارات والطاقات في البلد

تحيه لك عزيزي
لا عدمنا عطائك
5
عابر سبيل
[ السعودية - ام الحمام ]: 1 / 11 / 2010م - 10:56 ص
تحية عطرة للجميع ..
التشخيص في المشكلات الاجتماعية المقيتة وإن تلونة بصبغة مختلفة سياسية كانت أو دينية أو لبرالية حتى ، تحتاج إلى روية لتعدد الفكر المشخص والممارس لها ، ولو رفعنا شعار (البداية في التغيير تكون مني أنا) سوف يحدث التغير حتما فالشعب إن أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولكن نبتعد عن عالم التنظير الفكري قليلا ونتحول إلى حياة الواقع المجرب ونكون أول من يطبق الاعتدال والوسطية وقبول الأخر والمواطنة والمشاركة وغير ذلك .
سيدنا جميل ما أثرتم ولطيف ما أشرتم دمتم موفقين ،،،، قلم وفكر أكثر من رائع .
6
مازن العبدالنبي
[ استراليا ]: 1 / 11 / 2010م - 1:19 م
السلام عليكم...
مقال جدا رائع ... وقضية ملموسة في واقعنا الاجتماعي.
فالحصرية بالعموم شئ منبوذ في جميع المجالات والمعاملات , وبالخصوص اذا كانت تطبق في الجانب الإجتماعي لما لها من سلبيات كثيرة.
نعم.. للفرد الحرية الشخصية لإختيار الفئه والتيار الذي يتلائم مع افكاره و وقناعاته , ولكن لا ينبغي ان يكون هذا الانسجام والتقارب مع فئه معينه سببا للتنافر أو عدم التعاون مع الفئات الأخرى من المجتمع, بل بالعكس تماما.
"علينا جميعا التجرد منها ومن حصريتها البغيضه لصالح الغايه الاسمى وهي خدمه المجتمع "

اضم صوتي لصوت الكاتب .وموفق لكل خير
7
أحمد منصور القيصوم
[ أم الحمام ]: 1 / 11 / 2010م - 3:45 م
أحسنت سيدنا

مقال جدير بالقراءة ومن واقعنا الملموس
فعندما تكون الأعمال خالصة إلى الله سبحانه وتعالى لن تكون هناك أي قبليه أو عنصريه لفئه دون فئة
والحمدلله الذي منا علينا بنعمة الولايه
ودمتم سالمين
8
ناصر سعود السعود
[ السعودية - القطيف, أم الحمام ]: 2 / 11 / 2010م - 8:31 ص
و الله يا سيد كلامك في قمة الصواب
و كان هذا الشيئ في نفسي
خدمة أهل البيت لا يجب أن تكون الحصرية ظاهرة فيها بل الأوجب التعاون حيث أن هذا من الأهداف السامية لإقامة الشعائر الحسينية
9
السيد هاشم الساده
6 / 11 / 2010م - 6:49 ص
الاخ الفاضل عابر سبيل

احسنتم في طرحكم الرائع والمفيد و اصبت في ان شموليه الرويه وتعدديه الفكر عند المتطوع الناشط الاجتماعي


شاكر لك تعقيبك و مداخلتك

السيد
10
السيد هاشم الساده
6 / 11 / 2010م - 7:05 ص
عزيزي مازن

شكرا لك على تعقيبك ومداخلتك
واحسنت الطرح بان الحريه في الافكار والاعتقاد لا يجب ان تكون عائق للتعاون بين الفئات والافراد.


سلام عاطر و دعائي لك بالموفقيه

اخوك
السيد
11
السيد هاشم الساده
6 / 11 / 2010م - 7:11 ص
الاخ العزيز احمد قيصوم


شكرا لك

الاعمال ان شاء الله خالصه لوجه الله تعالى و هي تصب لخدمه المجتمع

ولكن ما نحتاجه في مجتمعنا مع هذه الخدمات الجليله التي يقوم بها شبابنا الطيب نحتاج الى تعاون اكثر و تفاهم اكثر

تحيه لك عزيزي
12
السيد هاشم الساده
6 / 11 / 2010م - 7:24 ص
اخي العزيز ناصر

تحيه عطره لك عزيزي وشكرا لك على تعقيبك

ثق اخي العزيز ان هاجسك هذا ينم عن غيرتك على هذا المجتمع

كثيرون مثلك اثقلهم هذا الهم و اصبحوا يشعروا بخطر الحصريه البغيضه وما لها من حساسيات بغيضه تبثها في مجتمعنا

تحيه لك عزيزي
13
أبو ريمه
[ أم الحمام - القطيف ]: 6 / 11 / 2010م - 2:30 م
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

الموضوع رائع في هدفه مع التحفظ في أوجه المقارنة بين الخدمات التجارية والاجتماعية.

ومع النظر إلى الحيثيات المدونة في أسطر المقال فضلاً عما تناوله من حصريات قد تؤدي إلى التباعد ، فلعل ما يستدعي القول هو إيجابية الحصرية في خلق التنافس بعيداً عن عدم إشراك الآخر أو بغضه أو التنافر منه، والنظر إلى هذه الحصرية بعين إيجابية رغبةً في خدمة المجتمع بشكل ناجع وفعال.

ختاماً ... شاكراً كاتب المقال على هذا الطرح
14
السيد هاشم سرور الساده
7 / 11 / 2010م - 7:15 ص
الاخ العزيز ابو ماريه

سلام عاطر

اخي العزيز احسنت بمداخلتك الرائعه

عزيزي وجه المقارنه بين الحصريه التجاريه والاجتماعيه هي لاجل توضيح الفرق لكي لا يختلط الحابل بالنابل فتستخدم الحصريه التجاريه في الاعمال الاجتماعيه


التنافس كما تفضلت انه شي محمود و اتفق معك على ذلك ولكن ما نخاف ونحذر منه هو ان يتحول التنافس الى أداة لخلق التنافر والبغضاء بين افراد المجتمع

تحيه لك وعلى تشريفك للمقال

اخوك
السيد