أعتذر إليك يا فينوس

المشهد كما نراه عزف سماوي

ومياه تخر من جبين السماء تقطر كبرياء

إلى أحضان الأرض

إلى أقيانوس الرافدين

والذاكرة المثقوبة وخاصرة الألم

أفق لا ينتهي

إلا على إلتقاء جراحات الشعوب

ما بين غرق فرعون

وسقوط تمثال بغداد واقع وخيال

شخوص وظلال

سقط رمسيس في اليم 

ولم يسقط الخيال الفرعوني في بغداد

لا زال نوح العراق بعيداً عن الجودي 

و آلهة الشر لم تزل  تشعل نار الأخدود

آه يا حلبجة

آه يا  صوت الطفولة  

والاضرع تصرخ آه يا زهر الأرض  

 

أعتذر إليك يا (فينوس)

لا تقولي  لي ما ذنب البراءة

و بأي ذنب قتلت

فلست إلا أبن جب رماني أخوة يوسف

في دول الجوار

وقالوا عني لقد أكله الذئب الطامع في الذهب الأسود

أكلته  المؤامرة

أعتذر إليك يا ( فينوس)  فقد سقطت ذاكرة بغداد

و أعلن الذئب سبي نبوخذ نصر

أيها الصديق أروي لنا

قصة السنابل العجاف وأخر يابسات  

 أنشودة النفط مقابل الغذاء

( فينوس ) عما قليل ستسجد راحيل

بين يدي عرش (حلبجة)

 

أعتذر إليك يا ( فينوس )

فالجراح لا تملك إلا تمثال الصبر

وعقيدة الأمل لا تجدي معها إلا قرابين المشاعر

فالقشعريرة والفضاعات سافرت مع إله سومر

هبيني ألواح حامورابي

لأكتب بحبر براءة هؤلاء

شريعة الغضب

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
عبدالعزيز آل حرز
[ السعودية - القطيف - أم الحمام ]: 9 / 5 / 2009م - 4:06 م
لغة آسِرة ، وصور رائعة

هكذا الشاعرية تنساب كقطراتِ الندَى على الأرضِ اليباب لتُعشِب .

حقًّا أنتَ شاعرٌ اقتحم اللغة وأخرجَها من جمودِها باعثًا فيها الحركة والحياة.

أُكرِّر نصُّكَ رائع

تحياتي لك أُستاذي موسى الرضوان
2
موسى جعفر
12 / 5 / 2009م - 6:01 ص
عزيزي أبا حيدر

قبلاتي
ما أنا إلا متعلم على سبيل نجاة أعب من بحر هواكم فأكرع من حياض روعتكم المترعة شغفاً