لحم نسوان للبيع !

 

هكذا أرادت الناشطة الكويتية " سلوى المطيري " أن ُيكتب الإعلان بالصحف الكويتية " لحم نسوان للبيع " ، بعد زوبعة عاصفتها  التي فجرتها قبل أيام بعد مطالبتها جهاراًً نهاراً كما يقال ، والعهدة على الراوي بصحيفة الوطن الكويتية ، وعلى اليوتيوب  بالصوت والصورة ، إذ طالبت بسن قانون بيع الجواري في دولة الكويت الشقيقة من أجل حماية الرجال من الفساد والزنا على حد زعمها ، وقالت أيضاً : إنه مثلما فتحت الحكـومة مكاتب للخدم أتمنى أن تفتح مكاتب للجواري ! وبرهنت كلامها ( بالإجازة ) بعد إتصالها بأحد المشائخ الكـويتيـين ، وأفادها بإن حكم الجارية في الإسلام حلال ! ولكن يشترط وجود دولة مسلمة غازية لدولة ليست على دين الإسلام ، وأن تكون الفتيات أسرى حرب ، ثم ترحل تلك الفتيات المستوردات عن طريق شركات تتاجر بلحم النساء ، كي تعرض أمام الزبائن المصابين بسعار الجنس بمكاتب ( شركة لحم الشيشان الأبيض ) ، ومع ضمان الجودة بوجود طمغة ( باللهجة الخليجية ) على جسد الفتاة تقول إنها حلال وحسب الشريعة الإسلامية .

كل هذا الغبار البروبجاندي من أجل إشباع نهم الرجال الكـويتيين الذين يخشون الله، ولكن مبتلون بفتنة لحم النساء (بـزعمها ) ؛ لذا يجوز لهم شراء الجواري ، حيث إن الدخول بهن لا يستلزم عقدا ، لأنها حلت له بملك اليمين لا بنكاح ، ولا يعتبر رضاها ضروريا .. إذاً هي من جملة أملاكه كالسيارة والريموت كنترول ! ( من عندي )  على عكس المرأة الحرة .. وأوضحت أيضاً : أنه يمكن للرجال الكـويتيين شراء الجواري من الشيشان ، حيث هناك أسيرات حرب ، وأهم شئ إنهن ( حسب الطلبات ) وبالتالي سيساعدن الرجال على عدم الوقوع في الحرام ، وسيكونون بمرآى زوجاتهن ، وأستدلت ( الناشطة الجنسية ) عن رأيها قائلة ، إن الخليفة هارون الرشيد كان متزوجا من امرأة واحدة وعنده 200 جارية .

وكما تـفعل الرياح الغبارية الزائرة لدول الخليج العربي عادة ، وبعد أن تمسح سماء الكـويت مسحاً يكاد يعمي الأبصار ، بعدها سترمي بباقي فضالتها على أجواء دول المجلس ، ومحملة بعدة فيروسات وميكروبات ترى بالعين وبضعها لا يرى ! ، ولا شك إنه من بينها فيروس حمى اللحم الشيشاني ! بعدها أكيد ستـثـور ثائرة وهائجة  بعض الرجال السعاريون إن صح التعبير ، وسيطالبون بفتح مكاتب فرعية شبيهة بتلك التي بالكـويت .

استاذة سلوى ! أجزم لك وأبصم بأصابعي العشرة ، إنك ستزيدين الطين بلة وفوق العلل علة ! حتى وإن صح إنسانياً وشرعاً وعرفاً ، وإنه أنجع الحلول ما صرحت باليوتيوب !  وحتى إن قبل الدين الحنيف ببيع لحم النساء في أسواقنا كصحن الفول ، وحتى إن وافقت حكوماتنا على ذلك .. هل سيقبل عاقل ويعـقل جاهل قولك هذا ؟ هل تريدين إقناعنا إن الإسلام يجيز المتاجرة باللحوم الآدمية ؟
قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) ، وهل التكريم هنا ببيع الناس في الأٍسواق ، حتى تتحول الفنادق الكويتية والخليجية إلي كرخانات بحجة إن البيت مشغول أو تحت الصيانة ؟ .. وإن أستدللت بما ُأحل للسابقين ، فهناك إستـثـناء في بداية دخول الناس الدين الإسلامي ، إذ كانت  ُجل حياتهم جنس النساء ، وجمع المال ، والمباهاة بين القبائل .. فأرادت السماء وبإسم الأديان السماوية ، ومنها الإسلام التحكم في السلوك والعادات السيئة التي ورثها العـرب من أجدادهم وأسلافهم ، فوضع القوانين التي تربط الوصال بين الرجال بالنساء ، لكن بدستور منظم يحفظ للجميع كرامته ، فحلل الدين عدة زيجات وبأسماء مختلفة ، ولكن أشترط وفي جميع الحالات ( حفظ النسل وعدم إختلاط الأرحام ) ، ومع مرور الوقت ، ووقوف الدين على رجليه ، وبعد تبصر الناس وتطور عقولها وفكرها في جميع العلاقات والمعاملات البشرية أندثرت تلك السلوك وأصبحت من ذكرى الماضي .

والأن ، وبعد مرور أربعة عشر قرناً ، تأتـينا حضرتك بسوق القانيات وحراج الملهيات من لحم البنات بمسمى ( الجارية ) .

هل نحن ناقصون لتـتراقص بنات الشيشان مع  رجالنا بشخطة قلم ! وهل تريدين أن نرمي ببناتنا في بحر الخليج بعـد تفاقم أرقام العنوسة أضعافاً مضاعفة ؟ وهل نأمن على رجالنا المساواة بين الزوجة الخليجية والجارية الشيشانية ؟ .. وهل ستمنع هذه البلبلة الجنسية شبابنا من السفر شرقاً وغرباً ؟

أرجوك دعي رجالنا في حالهم ويكفي مانحن فيه .. فبالرغم من قروض الزواج الحكومية ، والتبرعات الأهلية ، والتخفيضات التي تعرض يومياً للمقبلين على الزواج ، ولم تسلم الجرة ! فأبناء الخليج في غنى عن لحم الشيشان ، وإخوتنا الكويتيين أشرف من أن تصطاديهم بسنارة قنابلك الموسمية ، وقبيلتك الكريمة أول من سيعارض أطروحتك ، وكذلك ديدن باقي الخليجيـين من الرجال والنساء ، أما من قلت عنهم إنهم مصابين بهوس النساء ونهم اللحم الشيشاني ..  فهم المتبقية من المتردية والنطيحة في عالم الرجولة ، والعاقل يتصرف بعقلانية لا شهوانية في زمان فوبيا الإيدز قبل فوبيا الله مع الأسف ، وحتى إن وضعتيه بين مجانين عشاق لحم النساء .  

روائي وباحث اجتماعي