أسبانيا 2

 

 

وفي أثناء المغادرة ، كانت صور جميع الأيام التي قضنياها تتجول في رأسي، وكذا ما أصابني من حنقٍ جرّاء مفاجأتي  بوضعها، تعثّرت قدمي بجميع الكراسي التي أمامي، المشهد كان واضحًا للجميع، كان صراخي يسمعه كلّ من رآني في الطريق أثناء مغادرتي، وقفتُ لوهلة أنظر الى الكافيه عن بعد، أسندتُ رأسي إلى أحد الجدران، ويداي تهوي أثناء الهبوط، أصرخ لليلتا: لماذا  يا حبيبتي؟. بعدها، لم أشعر بشيء!.

استيقظت فجأة من سباتي في المستشفى، صداع وألم في جميع أنحاء جسمي، رأيت الأنابيب  الموصّلة بجسمي لتعيد إليَّ الحياة، إحدى الممرّضات الجميلات كانت بجانبي تقيس ضغطي وأشياء أخرى. لم أستطع أن أنبسَ ببنتِ شفة، لساني معقود، تساقطت أشفار عينيّ من التعب، استلسمت للنوم ودخلت في حلم القدر.

 كانت بسمتها الهادئة الساحرة تبعث في نفسي العافية، وهواؤها كان دربي وأيامي الباقية، عبيرها كان حبول الجنة، وصوتها كان جميع الفصول الأربعة، لكلّ فصل له ألحانه، مسكت براحة يديّ والأخرى تحوم حول وجهي، استيقظت فجأة بعد خمسة أيام، تهيأت للمغادرة، جلست على الكرسيّ إلى خارج المستشفى، عند باب المستشفى نهضت من الكرسيّ استدرت لكي أشكرها، المفاجأة كانت أكبر! إنها لليلتا التي أحببتها بدون الكرسي الكهربائي.