منمنمات " آل مهنا " تعاطفاً مع الأنثى أم مع إبداعها ؟

 

 

قراءة لقصائد شاعرات (( مبدعات )) هي الجملة التي علت كتاب " منمنمة أنثى " للشاعر قيس آل مهنا، والصادر حديثاً عن دار كيوان 2011م .

ولست في موقع البحث عن ما تحمله كلمة ( مبدعات ) من معنى ، بالقدر الذي أخذت الحيطة والحذر لئلا أقع في عتمة الإحباط.

فالخوف كل الخوف أن تصب العين على ما هو خلاف للإبداع أو بجملة أخرى بعيدٌ عنه، وقياس الإبداع في العمل لا يأتي على نص وحيدٍ هو الآخر قد يكون بيضة " دجاجة " !.

لماذا لماذا لماذا لماذ

وبعد اللماذات ثنِ ، بهلْ

لماذا تركت النوافذ صفراً

أمن سأم الروح، أم من خطل ؟!

لماذا ...  " الصفحة 52 من الكتاب "

هذا من نص الشاعرة ( ع . ع . س ) والذي يعد في أغلبه بعيد كل البعد عن الإبداع الذي نوه له الكاتب في صفحة الغلاف، وقد يقارب النص " التعبان أو الخرطي ... " إلا إذا كانت موازين الإبداع والتألق والابتكار والدهشة مختلفة عند الكاتب !

أيضاً لم يعد من المعجز إيجاد نص عموديٍ خالٍ من العيوب العروضية والنحوية وغيرها، وهذا ما يتفق عليه الكثير بأنه بعيدٌ كل البعد عن الإبداع، فالنظم شيءٌ وخلق الصورة الناجحة الجميلة إن لم تكن الجديدة المبتكرة شيءٌ آخر ...

من نص الشاعرة جنة عبد الله :

انفض دمائك من فؤادي !!وابتعد

ما عاد يغريني عليكَ !! المنصبُ

ما عادت الثكنات تدرك !! بعضها

فالطعن أوارُ ، وجرحكَ !! أصعبُ

غص في جليدك يا حبيبي وارتحل

فالغيث من بعد السقاية !! يذهبُ

( صفحة 11 )

ما الجديد ؟؟

ومن ثم لا أعلم هل معنى ( قراءة ) في رأي الصديق الأستاذ قيس، عبارة عن تفسير المفردات كأن يفرد أربعة سطور لتفسير وتبرير كلمة ( الإجهاض ) " والتي تعني سقوط الحمل قبل اكتماله ، وهي قطعاً لا تعني الحمل بالمعنى المعروف، وإنما الحب الذي حملته زمناً فلم تلق له أبوة حانية ولا من يحتضنه فأرادت إسقاطه والتخلص منه وقد حان الوقت لذلك . " ( صفحة 15 )

وفي هذا إسرافٌ لا يغني المتلقي كثيراً ، بل أن تأويل الشيء إلى نتيجة واحدةٍ يقتل المعنى ويضيق دائرةً البحث عن معانٍ أخرى " فأرادت إسقاطه والتخلص منه " وللتأكيد " وقد حان الوقت لذلك " !

في ( المقاربة الأخيرة ) والتي ركز فيها الكاتب على مقارنة ما تناوله من نصوص، وفقعاً لوجهات نظر الشاعرات إلى الرجل " المحبوب " ولآخر " المنبوذ أو المكروه "  وغيرنها من مقاربات أو مقارنات، تنزاح إلى بعدٍ آخر، قد لا يهم الباحث عن " إبداعٍ " سواء كان في الأسودِ من الرأي أو الأبيض . إلا إذا عُدت هذه القراءةٍ من بابٍ اجتماعيٍ ينأى عن القراءة الأدبية ؟

حمل الكتاب في طياته الكثير من الومضات الجميلة التي قاربت " القراءة " ولكنها لم توفها حقها، إذ كان الانشغال على تفسير النص ومعاني المفردات التي ذكرتني بكتب تفسير القرآن الكريم في المرحلة الثانوية !

    وعليه على أي متكأ أسند الأستاذ آل مهنا ذائقته لاختيار بعض تلك النصوص ؟