لأني أنا الخبّاز

 

 

و طول سنيني أغمّسُ كفّاً من الشوقِ في حرِّ تيكَ التنانير أنتَ ، احترقتُ ،

 

رغيفاً ، رغيفاً من الصبرِ كنتُ أسكّتُ جمع المساكينِ و الفقراء بناتي الخلايا

احترقتُ ،

 

و ما عاد في مخزنِ الروحِ أيّ دقيقٍ

 

أتى القحطُ فيها ،ولم يبقَ إلاّ جبالاً من الملحِ هيّا أجبني

 

هل الملحُ يفعلُ شيئاً ؟

 

هل الملحُ يروي جذوراً بكت في الصحاري يتامى ؟ ، احترقتًُ ،

 

 

و ما عدتُ أقوى بأن تتحوّل كلّ الخلايا الصغارَ شظايا أواهُ احترقتُ حبيبي و ربّ السماءِ سأنزعُ قلبي

سأعجنُ قلبي

سأخبز قلبي

إلى أن يكونَ رماداً / فتات الزنابقِ أنفخُ فيها لكي كلقاحِ النخيلِ تهبُّ عليكَ و تجهشُ مثلِ الرياحِ الثكالى التي آلمتها قساوة جورِ الغبارِ : وداعاً وداعاً ..

 

 

وداعاً ، و تبّاً لحّبّكَ تبّاً لبُعدكَ

آسفُ ، تبّاً لحبّيَ ، تبّاً لبُعديَ ، تبّاً لحظي الذي قد تمثّل يُتمَ أشَاءَة نخلٍ تُرابها أحمرَ ، ليس تراباً ، و لكن بُرادةَ صدْأ الحديدِ ، و صدْأ الدهورِ التي صيّرتها بلا حتى صحرا ، و لا لها ظلٌّ ، و لا حتى سوسٍ به تتسلّى الجراحُ ، وداعاً وداعاً ،،

 

 

وداعاً و اغمض عيونكَ ، شرّع عيونك ، بعد مئاتِ الثواني و جهّز حنانيكَ / كلّ ضلوعكَ ،،

لأن احتضاني سيغلبُ كلَّ احتضانِ الفضاءِ السحيقِ لكلِّ المجرّاتِ هيّا هلّمَ وداعاً وداعاً