الشيخ العوامي: البغضاء والخصام من أهم أسباب تدمير البنى الإجتماعية

شبكة أم الحمام

دعا سماحة الشيخ الدكتور فيصل العوامي إلى نبذ العداوات والبغضاء مؤكداً على أن البغضاء كصفة أخلاقيةٍ ذميمة لا تضرُّ بالعلاقات الاجتماعية وحسب وإنما تضر كذلك بإيمان الإنسان المؤمن.

الشيخ العوامي وفي خطبته الأسبوعية أشار إلى أن الآيات القرآنية الكريمة تؤكد على أن البغضاء من أهم أسباب تدمير العلاقات الاجتماعية في البيت أو في المجتمع أو بين الطوائف والجماعات.

هذا وقد استهل العوامي حديثه بالآية الكريمة من سورة المائدة : ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ(الآية64)، مشيراً إلى أن العداوة تمثل العلاقة السيئة في الواقع الخارجي، أما البغضاء فهي تمثّل العلاقة في داخل الإنسان نفسه، بمعنى أن لا تترجم هذه البغضاء إلى فعلٍ أو قول أو ما أشبه في الخارج، وإن كان بحدِّ ذاته يعتبر مرضاً خبيثاً ويحتاج إلى المسارعة في معالجته واستئصاله وإن لم يظهر خارجاً.

وأضاف بأن البغضاء إذا كانت فقط في داخل الإنسان ولم يظهر لها أثر خارجي قد لا يأثم عليها الإنسان –وهو أمر قد لا ينجو منه أحد- كما في قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ(لأعراف:201) ، فالمؤمن يعود مباشرةً إلى رشده ويتدارك الموقف، ولكن البعض قد لا يستطيع ذلك، كما في الحديث (ثلاثة لا ينجو منهن أحد، الحسد والظن والطيرة).

وتابع العوامي بالقول بأن المشكلة الكبرى هي حين تُبنى العداوات على البغض فإنها تكون أشد وأقسى، وربما يستعصي علاجها، أضف إلى ذلك أنها –حينئذٍ- تستمر في توليد الأزمات والمشاكل، ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً، إضافة إلى أنهم ينتهجون منهج الإفساد دائماً، كما نرى في قوله سبحانه: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (النمل:48) . فهؤلاء أعداء الإصلاح وحلفاء الفساد والإفساد.

واختتم الحديث بقوله: وهذا يفسِّر ما قام به بنو أمية وبنو العباس من أمور شنيعة في حقِّ أهل البيت ، فسعوا إلى تشويه صورتهم بشتى السبل  ومختلف الوسائل، فحينما لم يجدوا مستمسكاً على أئمة أهل البيت اتجهوا إلى تشويه سيرة أبي طالب وإلصاق تهمة الكفر به، هذه التهمة التي لم تُتداول إلا أيام بني العباس، حتى قيل: بأننا أبناء العم المؤمن وأنتم أبناء العم الكافر. في الوقت الذي لم يستطع معاوية أن يعيب على الإمام علي بذلك مع ما كان عليه من بغض له .