الإسلام يدفع ثمن متاجرتهم !


سقوط " الإسلاميين " ، سقوط "الحركات الإسلامية " ، سقوط " الإسلام السياسي "

عناوين كثيرة تناولتها الصحف العربية والغربية وكلمات كثيرة تداولتها المواقع الإجتماعية لوصف ما حدث في مصر بعد أفول نجم الإخوان المسلمين وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي العياط.

فأكثر ما آسفني بعد عزل وسقوط محمد مرسي وسقوط الإخوان هو هذا التناول وبهذه الألفاظ ، ووصف هذا السقوط بأنه سقوطاً للحكم الديمقراطي من منظور" إسلامي " ، حيث رُبط هذا النهج من الحكم بالإسلام العظيم .

فـ بكل أسف ، أكثر الإسلاميين أو نستطيع أن نطلق عليهم تصحيحاً " المتأسلمين " الذين يدّعون الحكم بالنهج الإسلامي هم من ساهموا بتشويه صورة الإسلام بأفعالهم ونهجهم الإقصائي الذي هو أبعد مايكون عن الإسلام ونهجه المتسامح الذي تمثله حكومات عكست الوجه الحضاري المتقدم للإسلام والتي لم يرى التاريخ مثيلاً لها كـ حكومة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله ، وحكومة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام ، فهذه وفقط هذه الحكومات التي حكمت بإسم الإسلام الحقيقي والتي تمثلت وطبقت كل تعاليم الإسلام المتسامح الذي عكس أبهى صورة للإسلام الأصيل .
على عكس هؤلاء " المتأسلمين " ، فأي دكتاتور إذا أراد أن يحكم ويبسط نفوذه وخصوصاً في الأماكن التي يغلب عليها الطابع الديني والمتدينين وخصوصاً في المجتمعات المحافظة يدعي حاكميته بإسم الدين ويرفع الحكم بالإسلام وشرع الله سبحانه وتعالى كشعار ليجمع من حوله المؤيدين وما إن يبسط نفوذة ويستقر له الحكم إلا وينقلب على عقبيه و يمارس بعد ذلك أشد أنواع الديكتاتورية والحكم بالظلم وللأسف بإسم الإسلام والشريعة ، فالإخوان المسلمون و السلفية في مصر رفعت ونادت منذ أكثر من ٨٠ عاماً بشعار " الإسلام هو الحل " ولكن ما إن تمكنت من الحكم إلا ومارست أفضع الأساليب في القهر والتهميش والتضييق مما ألب الرأي العام والشعب عليها وطالبوا بإسقاطها ، فأكبر الأخطاء التي تقع فيها هذه الجماعات من حيث تعلم او من حيث لاتعلم أنها ترفع شعارات ليست هي أهلاً لها مما يعكس فشلها للأسف على مارفعت شعاره وهو الإسلام لدى الغالبية وخصوصاً الغير متدين مما يعكس حالة من النفور من الدين والحكم بشرع الله ، فلسان حال أكثرهم ، إذا كان شرع الله بهذا النحو وبواسطة هؤلاء الكذبه فنحن منه براء ، مما يشكل موجه من الإلحاد والكفر بالدين .

وهذا الفعل إنعكس سابقاً ومازال من كثير من الدول والحكومات التي ربطت حكمها بالشرع ودولتها بالإسلام لاضفاء طابع المقدس عليها وأن من يحاربها فإنه يحارب الشرع والإسلام . فأي حكم بشرع الله وأنت تكمم الأفواه و تسجن وتعذب المخالفين لك في الأراء السياسية والأدهى من ذلك الأراء الفقهية التي تحتمل التمايز بين فقيه وآخر !

هذه الأفعال وهذه التصرفات المشينة شوهت الاطروحة السياسية لنظام الحكم في الاسلام مما جعل الكثير اليوم يشكك في جدوائية أسلمة النظام السياسي بعد أن ضربت هذه الأنظمة أجلى الامثلة في الإقصاء وتكميم الأفواه والتعذيب لكل من يخالفها في الرأي من شخصيات سياسية أو حتى مرجعيات دينية.

أخيراً
نعم في الإسلام سياسة وتعتبر أفضل سياسة في إدارة البلاد والعباد ، وفي الإسلام حريات لم يحلم بها العالم في ظل أرقى الحضارات الأرضية
وعلى نقيض ما عكسه ومثله هؤلاء " المتأسلمين " فهؤلاء يقول سماحة المجدد محمد الشيرازي أعلى الله مقامه في وصف أفعالهم وإدعّاء إتباعهم للإسلام " إن ادعاء أتباع القانون الإسلامي في كثير من البلدان الإسلامية لا يعني بالضرورة أنها تنهج المسلك الإسلامي في حكمها، رغم المظاهر التي توحي بذلك، فلا يعني قطع يد سارق في ساحة عامة أو جلد إنسان هو تطبيق للقضاء في الإسلام..
بل قد يعني العكس تماماً، حيث تجد هذه الحكومات في إجراءات كهذه ستاراً واقياً لتصرفاتها اللا إسلامية في كل شؤون الدولة "

فمتى يكف هؤلاء عن اللعب بأحكام الله وإستخدام الدين كمطية لفرض أرائهم ولتنفيذ سياساتهم التي أبعد ماتكون عليه من الإسلام مما ينتج عنه حالة نفور وإبعاد الناس عن الإسلام وشرائعة التي لايوجد على الأرض أفضل منها في إدارة أمور البلاد والعباد !

* مقدمة كتاب " هذا هو النظام الإسلامي "