ضاقت بموتانا

 

ضاقت بِموتَانا الصَّحاري المُقفِره
وكذا البراري و الأراضي المُثمُرَه

كم أصبَحت دُورٌ تَضُجُ بأهلهِا
أمسَت وأهلُوهَا سُكوناً مُقبَرَه

الموتُ يطلِبُ كل حيٍ مُعجَلاً
حتى وإن طُولُ السلامةِ أخَّرَه

بالعمرِ نَبني ثم نَبني بعدها
يأتِ المماتُ يجزُّهُ ويدَمِّرَه

الموتُ يولَدُ في الرقابِ تميمةً
يُنسى فيأتِي كي يُعيدَ يُذَكِرَه

يأتي ليُثبِتَ في الأحبةِ سَطوتاً
حتى ليعذُرَهُ غداً مَن أنذَرَه

فِي كلِّ شيءٍ قدرةٌ يُنجَى بِها
إلا الممات فَلن تُفيد المَقدِرَه

لا مِثلَ رُزءِ الفَقد جَلَّ بأهلِهِ
لا مِثلَُه للعَيشِ نَغَّصَ كَدَّرَه

لا حَولَ للمرزوءِ إلا أن يَعِي
بالصبرِ نرجوا ان نَنَالَ المَغفََِره

الموتُ جِسرُ للحسابِ ومسلَكٌ
كلٌ له يومُ يَموتُ لِيَعبُرَه

إصبِر على فقدِ الأحبةٍ وانتهِز
بالصبرِ كي تجتازَ تِلكَ القَنطَرَه

اللهُ يرحَمُ بالمصائِبِ أَهلَها
وإذا أحبَّ اللهُ عبداً أمطَرَه

فاصبِر لأمرِ اللهِ وارضَ بحُكمِهِ
فإذا أحبَّ اللهُ عبداً صبََّرَه

لو كانَ فِي طولِ الحياةِ فضِيلةٌ
لَم يُأتَهِا إِبلِيسُ لمَّا أنظَرَه

وإذا أرادَ اللهُ شراً بِامرِءٍ
أَملَى لَهُ بِالمُنكَراتِ وعَمَّرَه

لَو يَرفعُ اللهُ الحِجابَ عَنِ البَلا
لَتَحَيََّر الألبابُ فيما دَبََََّره

ألطافُ ربِ العالمين وإِن بَدَت
سُوءً ففيها طَيبَاتٌ مُضمَرَه

إِن شاءَ أَخفَى ما يُِريدُ بأخذِهِ
أو شاءَ أبدَى للأنامِ وأظهَرَه

وكأنَّ أيامَ الحياةِ سُويعَةٌ
يُطوى بِها عُمرُ السنينِ وأشهُرَه

وكأَنَّهُ جُهدُ السنينِ مُجَمَّعٌ
في لحظةٍ مَرَّ النَّسِيمُ وَنَثََّرَه

ولِكُلِّ مفجوعٍ لأجرٌ إِن رَضَى
ماقَد قَضَى رَبُ العِبادِ وَقَدَّرَه

فاصبِر لُِكلِ مُصيبَةٍ تُرزَى بِهَا
فالصَّبرُ للإيمَانِ رأسُ المَفخَرَه