«واحة القطيف» تستعيد «مجدها الزراعي» بـ «مهرجان النخلة»

صحيفة الحياة القطيف – محمد الداوود

 

تسعى محافظة القطيف، إلى استعادة بعض «مجدها الزراعي الآفل»، من خلال «مهرجان النخيل»، الذي انطلقت نسخته الأولى مساء أول من أمس، في إحدى مزارعها، بمشاركة شعبية ورسمية. وأسهم المهرجان الذي دشنه محافظ القطيف خالد الصفيان، في رسم «ابتسامة كبيرة» على شفاه مزارعين «مخضرمين»، وجدوا أخيراً، من يستمع إلى همومهم وتحذيراتهم من أن نخيل القطيف بات «مهدداً بالخطر»، بعد أن كان «رمزاً» للمحافظة التي عُرفت بـ «واحة النخيل». واكتظ المهرجان الذي تزامن مع «يوم الزراعة العربي» بالزوار. فيما وجّهت اللجنة المنظمة مجموعة «قطيف الغد»، دعوات لعدد من الشخصيات الاجتماعية والرسمية. وتضمن المهرجان 45 ركناً منوعاً، شيدها مزارعون، ونحو 250 متطوعاً. فيما تصدرت أركان وزارة الزراعة بواقع 8 أركان، تُعنى بتعريف الزوار بدور الوزارة في المحافظة على النخيل، وعلى المحاصيل الزراعية عموماً.

ويضم المهرجان أركاناً مخصصة لتعريف الزوار بمقومات الزراعة، وطرق الإفادة من النخلة. كما خصصت اللجنة مرشدين لتعريف الزوار بدور النخلة «وواقعها في القطيف، وارتباطها بالبيئة والإنسان منذ القرون الماضية». كما يتضمن المهرجان أركاناً للأكلات الشعبية القطيفية، ومعرضاً مخصصاً للتصوير الضوئي، والفن التشكيلي، وركناً للآثار القديمة المرتبطة بالبيئة المحلية، إضافة إلى ورش عمل واستديو متنقل للتصوير في المهرجان.

وتسعى اللجنة المنظمة إلى «تأسيس جمعية للتنمية الزراعية، تتكون من عدد من المزارعين والمهتمين والباحثين ورجال الأعمال»، تهدف إلى «خلق فرص تسويق للمنتجات الزراعة القطيفية، مثل الليمون القطيفي، والطماطم الرامسي، وكذلك اللوز والرطب والتمور». إضافة إلى «إثراء البحوث تجاه الثمار القطيفية، ومحاولة إنشاء مصانع للتمور والليمون، وكذلك الحرف اليدوية الزراعية».

وقال عضو مجموعة «قطيف الغد» مؤيد آل قريش، إلى «الحياة»: «إن الهدف من الفعالية بث رسائل تثقيفية وتعريفية توضح أهمية النخيل ‏والزراعة في القطيف، إلى جانب إيضاح مدى ارتباط الإنسان بالزراعة من المهد إلى اللحد، وبناء ‏جسر ربط بين الماضي والحاضر»، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه المزارعون في إنشاء هذا المهرجان.

وقال آل قريش: «إن الفكرة تهدف لتنبيه المجتمع إلى عمليات التصحر في ظل الغفلة الكبيرة من الجميع. ونحاول أن نسلط الضوء على هذه المشكلة من خلال تنبيه القطاعين الأهلي والحكومي إلى واقع الزراعة في المحافظة، بهدف تفادي الوضع الراهن والحد من تلاشي الواحة والحفاظ على ما تبقى منها»، مضيفاً أن «القائمين على المهرجان يسعون إلى إيصال رسائل عدة، إلى الأهالي والمسؤولين الرسميين، تؤكد ضرورة الاهتمام بالبيئة الزراعية»، مردفاً «نود أن نخاطب الأهالي برسائل وجدانية وتوعية، نذكرهم بأهمية النخلة والزراعة، محاولين إزالة غبار النسيان عبر هذا المهرجان الذي يسعى إلى ربطهم بالأرض وأهميتها».

كما يسعى المهرجان إلى «تعريف المجتمع بشريحة المزارعين القدامى الذين لا يزالون يحتفظون بهوية المزارع والفلاح القطيفي. ونسعى للبحث عمن يساندهم ويقف إلى جانبهم في ظل الظروف والإغراءات التي تهدف إلى إقناعهم ببيع بعض المزارع، وتحويلها إلى مخططات سكنية»، مشيداً بدورهم في «الحفاظ على الهوية الزراعية للمحافظة على رغم انعدام العائد الاقتصادي المجدي». وأكد آل قريش، سعي اللجنة إلى «مدّ يد التعاون لوزارة الزراعة، لدفع عجلة التنمية الزراعية في المحافظة، وربطها مع شريحة المزارعين حتى نتمكن من هدم هوة الخلافات بينهم، والخروج برؤية عملية حقيقية تسهم في تحقيق نجاحات على أرض الواقع، وليست فقط محصورة بصورة مهرجان ترفيهي».