دار المسنين في سيهات


إنه ينثر حسراته شعرا خارجا من القلب عله يصل إليها ، ربما يرق قلبها ، فتبصرها عينيه .

سأل رجل : أيهما أجمل أمك ، وأباك ، أم القمر ؟ .
أجاب : إذا رأيت أمي ، وأبي نسيت القمر ، وإذا رأيت القمر تذكرت أمي ، وأبي .

وأبصرته مرارا ، مرارا ، انغمست فيه حد الهذيان ، تشربت أناته كما تشربها اللطفاء ، استشعرت أحرفه كتيه لا يلوي إلى ركن سوى شفتيه ، وعينيه ، لحظة ما كنت هاربا من ذاتي لذاته ، أحاول تصفيف معاناته ، لأبكي زمنا ، والزمن يبكيني ..

أراك هنا ، وأنت فيما مضى تهرق جبينك عرقا كي تضع اللقمة سائغة بأفواه فلذة كبدك ، أراك هنا ، وأنت فيما مضى كنت المعلم ، والأب الحنون ، أراك هنا ، وأنت فيما مضى كنت الضوء الذي من خلاله يبصر الحياة فلذة كبدك ، أنا هنا ، أبحر في كلماتك الطهر التي أعيد كتابتها ، فربما يلمسني شيئا مما لديك في ذاتك ، فأستحم في جراحاتك . ها أنا أعيدها :

كتبت إليك من شوقي كتابا / تأمل قصتي ، واقرأ كتابي / كتبت الخط ، والعبرات تجري / على الخدين رشا بعد رشي / وكنا في اجتماع كالثريا / وفرقنا الزمان بنات نعشي.

 

معلم لغة عربية