الربيع الحسيني: لقطات من النهضة الحسينية: جديد لجنة الجواد

شبكة أم الحمام محمد آل محسن

 

 

للسنة الثامنة على التوالي، تقدم لجنة الإمام الجواد بالشويكة إصدارها الحسيني السنوي "الربيع الحسيني: لقطات من النهضة الحسينية" وهو عبارة عن كتاب يحوي على عدد من المقالات والقصائد الحسينية بمناسبة ذكرى عاشوراء الإمام الحسين "ع".

الكتاب وهو من إعداد عضوي اللجنة رضي العسيف وباسم البحراني، وكتب مقدمته الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف الذي أشار إلى انه مهما كتب عن ثورة الإمام الحسين "ع" ونهضته الا ان هذه الثورة بطبيعتها تولد طاقة كتابية متجددة، وقد كتب عن ثورة الإمام الحسين العديد من الكتب والمؤلفات والمصنفات، ومن ميزة هذا الكتاب وهذه السلسلة التي تصدر سنويا انه يحتوي على مقالات ودراسات متنوعة لكتاب متعددين، وقد جمع هذا الكتاب بين النثر والنظم، كما زاوج بين القراءة والتاريخ والواقع المعاصر، ومحاولة فهم وربط أحداث كربلاء وسنن التاريخ وقواعده بما يحدث اليوم من متغيرات وثورات شملت أكثر من بلد إسلامي.

أولى المقالات التي حواها الكتاب كان مقال "الإمام الحسين "ع" مدرسة الثبات" للكاتب باسم البحراني قال فيه: ان الثبات على الموقف يحتاج إلى نفس كبيرة، مضحية، تتعالى على الذات، وعلى الإغراءات، كما تستصغر الترهيب وتستحقره، ولا ترضخ له. إحياء ذكرى الإمام الحسين "ع" يوم عاشوراء يعلمنا فيما يعلمنا إياه هذا الدرس العظيم، ويغرس في نفوسنا الثبات على المبادئ حتى في أحلك الظروف وأصعبها.

وتحت عنوان "حسينيزم Hussainism" كتب الكاتب بدر الشبيب: لم نقم حتى الآن بما يكفي من الجهود العلمية والثقافية والإعلامية للتعريف بما أسميه هنا (حسينيزم) أو المدرسة الحسينية للعالم أجمع. فالحسين مدرسة فريدة جدا، تمتلك من الخصائص والسمات ما يجعلها متميزة على المستوى الإنساني. فبرغم مرور أكثر من ألف وثلاثمائة سنة على حادثة استشهاده الأليمة المفجعة في كربلاء، لا يزال حتى اليوم يمارس دوره بقوة في الحياة، وكأنه مندك فيها بكل كيانه الشريف.

وفي دراسة لخضر علي غاشي بعنوان "الثورة الحسينية والربيع العربي دراسة مقارنة" اشار في قسم منها للقواسم المشتركة بين ثورة الإمام الحسين والربيع العربي ؟. مبينا إن إمعان النظر في الأسباب التي دفعت بالحسين عليه السلام للثورة ومقارنتها بالغايات التي دفعت جمهور ربيع الأمة العربية في نضالها يستلهم ويكتشف مجموعة من القواسم المشتركة يمكن إيجازها في المعطيات التالية: اولا:الإصلاح والتغيير الشامل، ثانيا: الظلم والاستبداد والدكتاتورية، ثالثا: حماية الإسلام، رابعا: تحرير إرادة الأمة، خامسا: تحرير اقتصاد الأمة وخيراتها.

الكاتب حسين دهنيم كتب تحت عنوان: "إنا لننصر رسلنا": إن إحياء ذكرى سيد الشهداء هي إعادة لصياغة الحياة الحسينية، وذلك لننتفع بهذه الحياة الكريمة على أحسن وجه، ولا ينبغي الاكتفاء بالدراسات العلميّة، لأن الإنسان بحاجة إلى استثارة عواطفه ومشاعره ولا ينبغي الاقتصار أيضًا على العواطف الإيجابية كالفرح والسرور والضحك والابتسام، وذلك لانّ إحياء خواطر سيد الشهداء عليه السلام ومظلوميته لا يتيسّر إلا عن طريق مشاعر الحماس والحزن والبكاء والحداد.

وتحت عنوان "الشباب وممارسة التغيير" كتب رضي العسيف: في أي حركة تغييرية لابد من إيجاد قدوة يقتدي بها دعاة الإصلاح والتغيير، ومنها يتخذون الرؤى والبصائر في التحرك والتغيير، وفي هذه المناسبة ( عاشوراء ) يمثل الإمام الحسين النموذج الحي للقدوة في مجال التغيير والإصلاح، وهو قدوة لكل السائرين في هذا الطريق. ليس هناك من عملية تغيير حققت أهدافها إلا وكان وراءها قيادة آمنت بفكرة التغيير، وتشربت حبها، وتفانت في سبيلها، ذلك أن حياة الأفكار لا تتحقق إلا بذوبان الأشخاص فيها.

أما الكاتب والمفكر الإسلامي محمد المحفوظ فأشار في دراسة بعنوان: "الاجتماع الإسلامي المعاصر وحاجته إلى عاشوراء": في مجتمعاتنا لا نعيش وحدنا ، وإنما لنا شركاء في الوطن .. وتمر هذه المناسبة العظيمة دون الالتفات إلى شركائنا في الوطن. لهذا فإننا جميعا نتحمل مسؤولية مباشرة ، لتعريف شركائنا في الوطن ، حقيقة عاشوراء ، وطبيعة المناشط العاشورائية التي نقوم بها. والتعويل على مبادراتهم الفردية للمجيء لا يكفي ،وإنما نحن بحاجة إلى آلية عمل تتجه إلى دعوة شخصيات وفعاليات المجتمع للتعرف بشكل مباشر على مناسبة عاشوراء. فليس لدينا ممارسة  في عاشوراء نخجل منها أو من تعريفها للآخرين. كما إننا معنيون بمواجهة حروب الشائعات والفتن والتضليل التي تستهدفنا وتستهدف مناسباتنا الدينية.

الكتاب الذي زاوج بين المقال والشعر ضم عدة قصائد شعرية منها قصيدة "أنا أنت" للشاعر أحمد حسن القطان جاء فيها:
ولما تسلّقتُ المخاوفَ
فكرةً .. فأخرى
وعانقتُ التحرر في شكلي
وجدتُكَ في كل الجهات امتدادَها
وفي كلِّ أفقٍ كان وجهك يبدو لي
وقصيدة أخرى للشاعر حسين الجامع تحت عنوان: "وليال عشر" جاء فيها:

وتَـجَــلَّـى  الحُـسَـيْنُ فِي حـضـرةِ المَـوتِ    دلــــيــلاً عَــــلـى قـــــــــــداســـــــةِ عُــمْــرِهْ
شَــدَّ فِي ذِي الــفَــقارِ وهْوَ عَـــلِيٌّ    حـينَ يَـسْـــــــطُــو عَـــــلى الـقُــرونِ بِـكَـرِّهْ

اما الشاعر سعود الفرج فكتب قصيدة بعنوان: "ربيعُ الحسين" جاء فيها:
من قال إن الطَّفَّ أمست معبرًا    الطف أمست في الوجود المصدرا
تهدي إلى العقل السقي مروَائعًاً    فكأنها شمس الزمان على الثرى
أما الشاعر سعيد الشبيب فكتب قصيدة بعنوان: "ملك القلوب" جاء فيها:
ملكَ القلوبَ حسيننا بدمائهِ
وعلى البسيطة مدَّ ظلّ ردائهِ

فغدتْ تجاوبهُ النفوسُ محبةً
وتذوبُ فيهِ تؤمُ أرض عطائهِ