إبن المقرب يكرم الشعراء الفائزين في مسابقة ”الكساء“

شبكة أم الحمام
حفل تتويج مسابقة الكساء الادبية
حفل تتويج مسابقة الكساء الادبية

بحضور حاشد من شعراء وعلماء وأدباء المنطقة أقام منتدى بن المقرب الأدبي في مجلس الرضا بسيهات مساء السبت المنصرم حفلا لإعلان النتائج وتكريم الشعراء الثلاثة الفائزين في مسابقة ”الكساء“، وكان من اللافت الحضور العربي على مستوى لجنة التحكيم وعلى مستوى المتسابقين حيث فاز بالمركزين الأول والثاني شاعران عراقيان، في حين فاز بالمركز الأول شاعر سعودي.

وبدأ الحفل الذي قدّمه الشاعر محمود المؤمن بآيات عطرة من كتاب الله الكريم تلاها الشاب مجتبى الجشي، ثم كلمة لعضو أمانة المسابقة الأديب جاسم المشرّف تحدّث فيها عن أهمية المسابقة كونها ”تشير إلى ذلك الكساء حيث قطب الوجود محمد وآله ، الذين تشير إليهم سورة الإنسان وسورة الكوثر وآية المباهلة وآية التطهير وآية الولاية، تلك الأسماء التي علمها الله لآدم، هم رموز الإنسانية والدّين، أسماء لا يمكن تجاوزها، وكيف يتجاوز الناقص الكامل، فالعالم يتطلّع إليهم في الوقت الذي يحاول بعض المنتسبين إليهم التنصّل منهم“.

ثمّ عرّج المشرّف على طريقة عمل ملتقى بن المقرب الذي انبثقت منه مسابقة الكساء إضافة إلى مبادرات أخرى شكلت بمجملها انعطافة للعمل الثقافي بتبنيها النهج المؤسساتي المنظم في عملها، وبين أن هذا العدد من المسابقة خصص للدوواوين الولائية غير أن الأعداد القادمة ستشمل فروع الأدب الأخرى.

وختم المشرف بمثل ما بدأ به من تأكيد على أهمية مفردة ”الكساء“ مشدداً على أنها تستحق أن تحظى باهتمام كبير ”فإذا كان لمفردة“ البردة ”صدى تاريخي كبير فإن مفردة“ الكساء" تمثّل مفردة أبلغ احتفت بها السماء وكرّمت أسماء من حقها أن تكرم وهي أسماء محمد وآل محمد .

وقدّم رئيس لجنة التحكيم الشاعر والناقد علي البحراني كلمة باسم اللجنة افتتحها ببيتين قال فيهما:

يا كساءا ييلفّ أروقة الكون ويمتدّ كالصباح ضياءا

أنت لطف الإله فانثر كما أنت سلاماً ورحمة ورواءا

اسكب الماء علنا نملأ القف ر حياة فقد سئمنا الفناءا

وتحدّث البحراني في كلمته عن أهمية المسابقات الأدبية في تحريك الأدباء وبعثهم على البحث والتطوير، إضافة إلى تحفيزها المجتمع للترقب والمتابعة والدهشة، وأضاف: لذا حرص ملتقى بن المقرب الأدبي على هذا المنحى الأدبي ليحقق من خلاله حراكا ثقافيا. وذكر البحراني بعض المعلومات عن لجنة التحكيم وطريقتها في تحكيم الدواوين، فذكر أن اللجنة مكونة من كل من: محمد علي شمس الدين من لبنان، ورحمن غرقان من العراق، وكريم رضي من البحرين، وأحمد اللويم وعلي البحراني من السعودية.

وذكر البحراني أن عدد الدواوين التي وصلت اللجنة هو 19 ديوانا مرقما ل 19 شاعرا مجهولا، قام الأعضاء بدراستها وتقييمها وفقا لاستمارة التقييم، وتلا البحراني بعض الملاحظات التي كتبها أعضاء لجنة التحكيم عن الدواوين، حيث تبين لهم أن الدواوين حوت شعرا كثيرا ولكنها حوت الكثير من النظم أيضا. وأنها انقسمت، بحسب شمس الدين، إلى ثلاثة اتجاهات، تاريخي رتيب، عاطفي، وإبداعي.

أما عضو التحكيم غرقان فقد قسم الدواوين الواردة إلى قسمين اتسم الأول منها بالنزوع للإضافة والتجدد في صياغة باذخة مدهشة ومعنى شعري، فيما اتسم الاتجاه الثاني بالأداء الذي يقدّم الأسلوب على كيفيات التعبير عنه، واستحواذ الخطاب العاطفي أكثر من لغة الانزياح.

كما ذكر البحراني ملاحظات أخرى على مجمل الدواوين منها كثرة الأخطاء العروضية والإملائية التي قد تكون راجعة إلى الطباعة. وتفاوت مستويات النصوص في الديوان الواحد ما يدلّ على تفاوت الزمن، ”وهذا خطأ حيث أبعدهم عملهم هذا عن المراكز الأولى“.

وعد البحراني ”عدم الاحتفاء بالهمّ العام للأمة وقضاياها“ وكون القصيدة تدور في فلك المناسبة وصاحبها، من العيوب المأخوذة على القصائد التي أفقدتها كثيرا من الحيوية فاكتفت بسحر اللغة.

وختم البحراني موردا كلمة لعضو التحكيم العراقي غرقان جاء فيها: إنّ الشعر الذي يتخذ من هذا الأفق الإلهي إكسير رحمة ينزع إليه هو مطالب بالتجديد والاجتهاد أكثر من التقليد.

كما كان للنغم حضور في حفل تكريم الفائزين، حيث شاركت فرقة ”أهازيج الولاء“ بأهزوجة كتب كلماتها الشاعر ناجي حرابة، ثم كانت كلمة للمشرف العام على أنشطة منتدى بن المقرب الأدبي الشاعر السيد هاشم الشخص الذي أكد أن لا خاسر في هذه المسابقة التي تحتفي بأهل البيت ، داعيا إلى ترجمة سيرة أهل البيت ومواقفهم بلغة تليق بهم وتحببهم إلى الناس، ثم جاء دور الفقرة الختامية التي أعلن فيها أسماء الشعراء الثلاثة الفائزين، وتكريمهم، إضافة إلى تكريم بعض المشاركين منشدي فرقة الأهازيج، صابر المضحي، يوسف الجميعي، ووليد الجميعي، وتكريم لجنة التحكيم.

وفاز بالمركز الأول في المسابقة الشاعر العراقي شاكر الغزي وحصل على جائزة قدرها 35 ألف ريال سعودي ودرع تكريمية، وفاز بالمركز الثاني الشاعر العرافي مهدي النهيري وحصل على جائزة قدرها 25 ألف ريال سعودي ودرع تكريمية، وفاز بالمركز الثالث الشاعر السعودي محمد آل قرين. كما فاز الشعراء الثلاثة بطباعة دواوينهم الفائزة.

وكان للشعراء الثلاثة كلمات عبروا فيها عن شكرهم للقائمين على المسابقة وسعادتهم بالفوز فيها، وقال الشاعر الشاعر شكر الغزي الفائز بالمركز الأول في اتصال هاتفي أنه لا يشكر منتدى بن المقرب لكونه الفائز، بل لكون الفائزين الأول والثاني من دول لواطنين عربيين على حساب الشاعر المواطن.