يَ حسين يا بوية تعال : لرقية العزيزة


بعد مَ اشتفى ابن زياد من راس الولي العطشان 
ودّى النّسا ليزيد و وياهم الوجعان 

وصلوا الخرابَة بالشمِس وظلّوا ثلاث أيام
رقيّة من ألم الِسيَاط بس تبچي ما تنلام
تقول من ضرب العدو ي عمْتِي مقدر انام
وتضمها زينب بالألم ؛ جسمها من السبي نحلان

وسْمِعها الدعي الملعون وهي تذكر أبوها
تذكر حنانه وبسمته ؛ مَ يِرضى يجرحوها
صاح مْن القصر روحوا ! إليها وسكتوها
ودُّولْها راس الّذي علَّيناه فوق سْنَان ...

وجَابُوه في طشت الذهب ؛ ومغطَّى بمنديل
قالت ما ودّي بأَكل ؛ يا عمّه في هالليل
نادِي أبويَ خل يِجي قالت غيابه طْويل
راسه يبنتي فِي الطشت والجسم بالتربان

شالت المنديل بفزَع وصرخت بحسرة
وشافت رجَاها والأمل ؛ اللي تنتظره
خمس سنين يا بوية يِتْمي ما أمرّه !!
وش فيك غابت بسمتك يا سور هالنسوان

أني حسيت يا بويَه لمّن ضربني وما جيت
شمر الضبابي مد يمينه وسطرني وناديت
لا تاخذ مُصلّى والِدي بس ما رضا وبْكيت
ناديت وينك يالّذي ما عوّدتني الحِرمان

ناديت يا بعد العمر (لين ِانْبحّ صوتي)
ي حْسين يا بويه تعال ؛ سُوري وعَمَد بيتي
ولليوم ما أيّست ؛ يا ليته قرب موتي
ي ليت الموت قبل اليتم جا وتذبل الأغصان

كَن الراس ون ونَة وناداها ضميني
قلبي انتي يا رقية ؛ يا بوية وحشتيني
يالغالية يا بعد الولي يا ناظر عيوني
سامحيني ي بْنيَّتي ونَشْفي دمعش الغدران

قالت ما همني السبي يا بويه ي صنديد 
بس كيف راسك بالطشت يضرب ثَنِيتَه يْزيد
يعني يبوية بكربلا ظلّيت بسّ وْحِيد
أعمامي راحوا وأخوتي وخلّوك في الميدان

هانت يبوية وحدتي بس شوفة عيونش
نادى وهو دمعة دما ي ابنَيِّتي شلونش ؟
غصبٍ علي يا مُهجتي بالسوط يألمونش
صبري لجل شيعة علي يْدِخلوا إلى لِجنان

شيخ العشيرة ي الولي لا تبطي عليّه
خذني يبويه لموضعك وباضمّك إليّه
وسَال الدمع من مُقلته من شِهقت رُقية
تعالي لي ي بابا وشيبه دما غرقان ..