البوعلي تنصح الأمهات بالإغداق على أبناهم عاطفياً

30 أم تشارك في ندوة «المراهقة في عالمٍ مُتغير» بالتوبي

شبكة أم الحمام تغريد ال اخوان - القطيف
صورة تعبيرية
ارشيفية

شاركت 30 أم في ندوة «المراهقة في عالمٍ مُتغير» التي نظمها منتدى رفاه للدراسات والتنمية الأسرية بالتعاون مع جماعة السيدة خديجة الكبرى بالقطيف وقدمتها المدربة رجاء البوعلي مساء السبت 13 صفر في ديوانية الولاء.

ابتدأت الأستاذة رجاء بذكر الآية الكريمة «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير» مبينة من الآية المراحل التي يمر بها الإنسان مراحل متغيرة بين الضعف والقوة «الطفولة، المراهقة، الهرم» فنستشف من الآية أن المراهقة مرحلة «القوة»، فهي مرحلة عمرية طبيعية عادية تحتاج لاهتمام مخصص للتعامل معها بشكل بناء وإيجابي ونستثمرها، منوّهة بأن موضوع المراهقة هو أمر تربوي وأسري حساس وقد نصادفه في البيت وفي كل بقعة مجتمعية، فالمراهقة ليست بمشكلة على الإطلاق.

و تطرقت البوعلي للتعريفات العامة والفروق بين مصطلحي المراهقة والبلوغ، حيث ذكرت أن البلوغ هو بلوغ الشاب أو الفتاة القدرة على الإنجاب والتكاثر الجنسي، بينما المراهقة هي مرحلة اقتراب الشاب من النضج الجسماني ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديد، وهي مرحلة ممتدة قبل وبعد البلوغ. فنستنتج أن البلوغ هو جزء من المراهقة وليس المراهقة نفسها.

كما ناقشت جوانب المراهقة حيث إن هذه المرحلة تتسم بتغيرات متعددة ومختلفة ومتباينة، بحيث تمتد هذه التغيرات لتشمل الجانب الجسمي والعقلي، والجانب الانفعالي والوجداني، والجانب الاجتماعي والديني، وأيضاً الجانب اللغوي. وأيضاً، ناقشت أقسام مرحلة المراهقة الثلاث الأساسية «المبكرة وهي من عمر 11 - 13 سنة، أما المتوسطة وهي من عمر 14 - 16سنة، والمتأخرة من عمر 17 - 20 سنة».

و بيّنت بعض الأخطار التي قد تحيط بالمراهقين على سبيل المثال: صراعات نفسية وسلوكية عدوانية وصعوبات في التحصيل الدراسي أو العزلة عن المجتمع. كما نصحت الأمهات بمشاركة المراهق التعبير عن احتياجاته النفسية، والاجتماعية، دون تحفظ أو نقد أو سخرية، والسماح له بالتعبير عن ذاته والأخذ والعطاء معه في الحوار وإشباعه عاطفياً والإغداق عليه بالحنان حتى لا يبحث عنه في مكان آخر، وأيضاً تنمية الوازع الديني لديه.

ركزت البوعلي على عدم سلب استقلالية المراهق ويجب تعزيز ثقته بنفسه وعدم زعزعتها لأن المراهق بطبيعة الحال يُغلب عليه عدم الثقة بالنفس وهذا الأمر قد يسبب له أزمات، فيجب تهدئته ومساعدته في بناء الثقة حتى لا يتأزم. كما نصحت بجذب المراهق للاجتماعات الأسرية وحذّرت من عُزلته في غرفته لمدة طويلة، وتنبيه الفتيات من اللبس الذي يبرز مفاتنها أمام إخوانها المراهقين حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.

كما شدّدت على تقوية علاقة المراهق بالله والأسرة فيجب ربطه بالجانب الديني أو جذبه للدين بأسلوب جميل وعدم استخدام أسلوب الترهيب بل باستخدام أسلوب التربية بالحب، كما أن التواصل الإيجابي مهم جداً كمساعدته على التفكير بالمستقبل ومشاركته آراءه وطموحاته وتنمية مهاراته، تفهم مشاعره أثناء النزاعات مع أصدقائه ومصارحته، وأيضاً إشباعه عاطفياً فهو يمر بفترة عواطف جياشة تحتاج للاحتضان والمدارة.

واختتمت الأستاذة رجاء البوعلي الندوة بشكر جماعة السيدة خديجة الكبرى على إتاحة هذه الفرصة الهادفة سائلة المولى أن يوفقهم لخدمة المجتمع.

والجدير بالذكر أن منتدى رفاه للدراسات يقدم خدماته من استشارات وقائية وتوجيهات أسرية تربوية ونفسية واجتماعية متكاملة، ويعني بالمشكلات النفسية لأفراد الأسرة باختلاف أدوارهم.