عبد الله فؤاد فى مهرجان الطفل والعائلة بالخبر

شبكة أم الحمام

استوقف ركن «معاريس التاريخ»، في مهرجان الطفل والعائلة الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وشراك مؤسسة الاعلان السابع للانتاج الفني، ويختتم السبت المقبل بالواجهة البحرية بكورنيس الخبر، زوار المهرجان، واسترجع الزوار من خلاله سيرة أربعة اعلام لشخصيات خدمت الوطن في مجال الاقتصاد والنفط والطيران والدبلوماسية والإدارة والادب، لتكون تلك الشخصيات ملهمة للأطفال في المضي قدما في خدمة الوطن، من خلال تقديم سيرهم التي يجسدها ممثلين أعضاء في جمعية الثقافة والفنون، وبصوت مسجل يعطي للمشاهد التركيز والتشوق لمعرفة القصة التي قدمت كفكرة وبحث المسرحي جبران الجبران وأعدها كسيناريو الكاتب عبدالباقي البخيت وراشد الورثان، واخراج راشد الورثان.

حيث دل إقبال الجمهور على الركن والتعرف على ما يضمه من مقتنيات واثار للشخصيات التي يتناولها الركن على مدى القبول الذي ناله حتى الان، والركن جاء للتعريف عن أربعة من أعلام المملكة وكانت لهم بصمتهم كلٌ في مجاله، وهو الامر الذي اعتبره القائمون على المهرجان بالمسئولية الصعبة في عملية اختيار الشخصيات لكثرة من يستحقون ضمهم في ركن «معاريس التاريخ».

وشكل د. غازي القصيبي علامة فارقة في المجتمع السعودي المعاصر تحديداً لما يمثله من ظاهرة نادرة تعدت الأدب والشعر والكتابة إلى تقلد المناصب الأكاديمية والوزارية والحقائب الدبلوماسية كأول شخصية عربية تجمع بين خبايا العمل السياسي الوطني والفلسفة الشعرية المتخمة بالعذوبة والجمال والفكر المخضب بالرؤية الواقعية للأحداث وتلاحق الأزمات.

ففي بيئة حزينة كانت ولادته، التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940، ذلك الجو كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة «غازي» توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي، «ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة «كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال»، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على «الصغير اليتيم» ». ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن «السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم، بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة»، هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضا، فكان على ما يبدو، سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري.

وقد حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها «غنية بلا حدود» - ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ «يُقال» أن رواية «شقة الحرية» التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود، تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة.

ثم عاد إلى الوطن، والعمل استاذا جامعيا ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه بعد فترة عملية، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام 1964، وإلى جامعتها «جامعة الملك سعود حاليا» تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة «إدارة الاعمال حاليا»، ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلا حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء، قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية «بلا عمل رسمي»، وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج، حاملا معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية، لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان! وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر.

وجاءت شخصية المرحوم الكابتن نهار نصار، حافلة بالجد والاجتهاد كأول طيار سعودي في المملكة جسدها الممثل ابراهيم الحجاج وتقلد مناصب مهمة وقاد كذلك رحلات عديدة لغالبية ملوك المملكة منهم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله - رحمهم الله -.

الكابتن نهار نصار - رحمه الله - الفتى النجدي الذي التحق بشركة الزيت العربية الأمريكية «أرامكو»، في الظهران، منتصف عام 1950م، فمنذ طفولته، ظهرت علي بوادر الشغف بالطيران حيث كان يرافق والده إلى مطار الظهران، حين كان والده مقاولاً يتولى بناء بعض المرافق هناك.

وفي مجال عمله لاحظ رؤسائه في شركة أرامكو شغفه بالطيران، أهله لأن ينتقل من عمل مراسل مكتبي في مكاتب الشركة، إلى العمل فنياً تحت التدريب في ورشة الشركة المخصصة للطائرات في مطار الظهران. وقد ألهب هذا التحول حماسه لمعرفة كل شيئٍ عن الطيران والطائرات، وأعانه على ذلك الاهتمام الذي حظي به من فنيي صيانة الطائرات الإيطاليين الذين كانوا يعملون في ورشة المطار.

بعد ذلك، أرسله والده في عام 1953م، إلى مصر لتبدأ رحلة تعلم الطيران وهناك التحق أولاً بمدرسة سانت أندراوس في الإسكندرية، ليحصل على الشهادة الثانوية التي تؤهله للالتحاق بمعهد الطيران، وفي عام 1954م، التحق بمعهد مصر للطيران في إمبابة، وتلقى تدريبي على الطيران على يد المدربة المشهورة «الكابتن عزيزة محرم فهيم»، ثم واصل تدريبه في المعهد حتى شهر مايو عام 1956م. وبعد ذلك، أرسله والده إلى بريطانيا للاستزادة من علوم الطيران. وهناك، التحق بجامعة ساوثهامتون للعلوم الجوية، حيث حصلت على رخصة طالب طيران.

واستمرت الدراسة حتى شهر سبتمبر من عام 1956م، ولكنه اضطر إلى قطع دراسته هناك بسبب العدوان الثلاثي على مصر، الذي شاركت بريطانيا فيه، وعاد إلى مصر، حيث التحق بمجموعة من الشباب السعوديين كانت الحكومة قد أرسلتهم لدراسة الطيران، فاستكمل معهم دراسة علوم الطيران، في معهد مصر للطيران، حتى شهر نوفمبر عام 1957م، حيث حصل على إجازة الطيران الخاص.

عاد بعد ذلك، إلى المملكة، وهو يحمل إجازة الطيران من معهد مصر للطيران، والتحق بالعمل في الخطوط الجوية العربية السعودية، كمساعد طيار، في الأول من ديسمبر عام 1957م، وظـل كذلك حتى شهر نوفمبر من عام 1958م، حيث أمر، جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، الذي كان ولياً للعهد آنذاك، بضرورة وجود قادة طائراتٍ من السعوديين، لأن كل قادة طائرات الخطوط السعودية آنذاك كانوا من الجنسيات الأجنبية، وقد تمكن من اجتياز الاختبار اللازم، وأصبح أول وأصغر طيارٍ سعودي ينـال رتبة قائد «كابتن» طائرة تجاريةٍ، على طائرات دي سي 3، وسِنُّه لم تتجاوز 22 عاماً مواصلا الطيران والتدريب على مختلف الطائرات التي انضمت إلى أسطول الخطوط السعودية.

ولد عبدالله فؤاد في البحرين في 22/7/1925 لعمل والده فيها في ذاك الوقت، وجسد شخصيته الممثل ابراهيم العضب، وخلال نشأته عاش في البحرين حتى بلغ عمره العام ونص حينها تطلق ابويه وانتقل للعيش في المنطقة الشرقية مع جده لوالدته، وفي عمر الثالثة انتقل مع والدته الى البحرين حتى بلغ الخامسة من عمره في عام 1930 وانتقل مع والدته للعيش في المنطقة الشرقية.

وفي 1940 حصل على وظيفة مراسل «office boy» في شركه ارامكو براتب 75 هلله يوميا وكان رقمه الوظيفي 3825، بعدها نقل الى وظيفة مراسل على دراجه «cycle boy» حيث ينقل الاوراق من المكاتب الى الورش والمستودعات والدوائر المنفردة والعيادات، وفي 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية فقامت شركة ارامكو بإجراءات امنية شملت بناء المخابئ والموانئ اضافة الى وضع صفارات الانذار حيث يتم التحكم بها من غرفه السنترال وتم ترشيح عبدالله فؤاد وأثنان اخرين كان حينها في عمر الخامسة عشر وكانت مناوبته من الساعة الثانية صباحا وحتى الخامسة صباحا فقرر اثناء المناوبة بقراءة كتاب ارسين لوبين لعدم وجود اتصالات في ذلك الوقت المتأخر الا انه بدا يشعر بالتعب والاجهاد وغالبة النعاس ولسوء الحظ وضع ذراعه على صفارة الانذار، فانطلق دويها وساد الهلع والرعب في قلوب المقيمين وكثرت الاتصالات الا ان ثلاثتهم نائمين حتى وصل رئيسهم وبدا يطمئن المقيمين وبعدها تم فصلهم جميعا من العمل وكتب على الملف «يمنع من العمل مع ارامكو مره اخرى».

وفي منتصف عام 1947 احس بضرورة التخلص من قيود الوظيفة حيث انها لا تلائم طموحاته وقدراته فقرر الاستقالة على امل ان يصبح رجل اعمل يوما ما، فطلب من رئيسه بالعمل «امريكي الجنسية» ان يساعده في الحصول على اعمال مقاولات تابعه للشركة كي ينفذها الا انهه قد وعده بالمساعدة بشرط ان يبقى في وظيفته ويتراجع عن قرار الاستقالة وهذا ما حصل، حيث تمكن عبدالله فؤاد في نهاية عام 1947 من الحصول على مقاوله صغيره تعد الاولى له الا وهي مقاولة غسيل السيارات التابعة للشركة في منطقة رحيمة، بداء مشروعه الاول مع احد الاقارب وب 12 عامل وكانت هذه بدايته للتحول لعمل الاستثماري الذي استمر عليه حتى وفاته في 13 /11/2015 توفي بعد رحله طويل من الإصرار اوالتحدي.

وجسد شخصية عبدالله جمعة الذي ولد في مدينة الخبر، الممثل عبدالله الجريان، ودرس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في كل من القاهرة وبيروت، ثم أكمل برنامج التطوير الإداري في جامعة هارفارد في مدينة كامبردج، بولاية ماساتشوستس الأمريكية.

وقد بدأ حياته العملية في الشركة عام 1968م، وتم اختياره نائبا للرئيس لشبكات الطاقة الكهربائية في عام 1981م قبل أن يصبح نائبا أعلى لرئيس الشركة ثم نائبا تنفيذيا للرئيس للأعمال الدولية. وفي عام 1995م، تم تعيينه رئيسا لأرامكو السعودية وكبيراً لإدارييها التنفيذيين، وفي عام 2003م، اختارت مجلة «فورتشن» عبدالله جمعة كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال الأعمال في العالم، كما عينه المنتدى الاقتصادي العالمي قائداً لمجتمع الطاقة في شهر يناير من عام 2005م. وقد اختير الأستاذ عبد الله جمعة لجائزة أفضل شخصية تنفيذية في مجال البترول لعام 2005م. وفي شهر مارس 2007م، تم اختياره نائبًا لرئيس المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد.

يعرف عن عبد الله جمعة نهجه الابتكاري في العمل واهتمامه الكبير بإعداد القادة. كما أنه رياضي سابق ومشارك فعال في دعم الخدمات الاجتماعية التطوعية. وله، كذلك، اهتماماته الشخصية المتنوعة والمتعددة ما بين السير لمسافات طويلة إلى القراءة المتعمقة في الأدب والثقافة.