ولي أُمَّةٌ

ولي أمةٌ في أمرها السعيُ خائِبُ
تتابع بالأزمان فيها المصائِبُ

ومٌذ ضربة المحراب ما تم أمرُها
إذا قام منها جانبٌ خرَّ جانِبُ

أحقاً عليٌ قد أُسيلت دِمائُهُ
وخَضَّبَ وجهَ الدين فِي الناسِ ضَارِبُ

أحقاً عَلى الأكتافِ قامَ وَلَم يَكَد
عَلِيُ الذي تَرنوا خُطاهُ الكَواكِبُ

تفرقت الأضدادُ بعدَ تَجَمُّعٍ
وكانت تَلُمُ الشملَ فيكَ المناقِبُ

ترامت على الأعتابِ كُلُّ فَضيلَةٍ
تنوحُ وقامت تَشمَخِرُّ المثالِبُ

فيا أُمَّةً كادت تقومُ فَأُهلِكت
ويال ابن هندٍ ادركتهُ الرَّغَائِبُ

بلاءٌ على الإسلام حَلَّ ولم يَزَل
وفي الشام عرسٌ شيدتهُ النَِواصِبُ

عليُ الذي مُذ كان قُطباً مُشَعشِعاً
تَثَبَّتَ نجماً يحتريهِ المراقبُ

فلا تُلهِك الأعداد إن زاغ أهلُها
وإن قلَّ أهلُ الحقِ فاللهُ غالِبُ

إذا اختلفت في الناس ألفُ طريقةٍ
ففي النجمِ سِرٌ تقتفيهِ المراكِبُ

ستبقى بوجهِ الدهر نقشاً ممرداً
وما كدرت لِدُّرِ صَفواً مخالِبُ

وكُنتَ الفضاءَ الرحب في كل جانبٍ
فُقِدتَ فضاقت في الحياة الجوانِبُ

وكُنتَ وحيداً بين قومٍ تَجَمَّعُوا
على باطلٍ يحدوا هواهُم تكالُبُ

فَقٍُل للذي ابتز الخِلافَةَ أهلَهَا
ستبدوا وإن طال الزمانُ المآرِبُ

عجيبُ بك الأيام يزدادُ أُنسُها
وتعجَبُ مِن فحوى مُناكَ العجائِبُ

وفيك أختلافُ الناسِ كان ولم يَزَل
وَشَطَّت بها الآراءُ فيكَ المذاهِبُ

عليٌ وما أدري بِأي طريقةٍ
يُنَادَى بها في الناسِ أَنَّك ذاهِبُ

 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
أبوحيدر
[ القطيف ]: 27 / 6 / 2016م - 2:47 م
أحسنت قصيدة جدا روعة
2
أبو عزيز
[ أم الحمام - القطيف ]: 29 / 6 / 2016م - 9:16 م
شكراً لك أخي أبو حيدر