اختتام مهرجان بيت الشعر في ثقافة الدمام
اختتم مهرجان بيت الشعر في دورته الثالثة «دورة الشاعر علي الدميني»، أمس الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، في مقر الجمعية، مستمراً أربع ليال، حيث تلاقى الشعر مع بقية الفنون في بيت واحد، ايماناً بضرورة تقديم الفنون متجاورة في طليعة الفعل الثقافي، لتعزيز حضورها في مشهدية بصرية.
استهل اليوم الختامي للمهرجان بـ«قصائد مغناة» لفرقة «ياوان»، بأداء الفنان عماد محمد والفنان علي مبارك، لمجموعة من الأغاني كان منها«قصيدة للشاعر المكرم علي الدميني » من ألحان الفنان محمد عبدالباقي، تلا ذلك عرض لأفلام الفيديو ارت للفنانين «أحمد منصور، محمد الفرج، ريم البيات، سارة أبو عبدالله»، وتقدم رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفنون الدكتور عمر السيف، بكلمة قال فيها" في أرض المملكة وُلد الشعر العربي، وغدا علمَ العرب وديوانَهم وفيضَ مشاعرهم، يحدون به إبلهم ويسوقون به غنمهم ويستظلّون بقوافيه ومعانيه من لهيب الشمس، ويتدثرون بصوره وخياله من برد الصحراء وقسوتها.. وفي كلّ لحظة عشق تَنبت قصيدة، وتزهر حبًا..
هنا، كانوا يرتحلون حاملي الشعر في مزاودهم، ويرفعون الشعر معولًا ليفلقوا به هامة المستحيل فتنبت الممكن والجميل..
وفي «بيت الشعر»، يتضيّف الشعرُ محبيه، في ليالٍ نستوقد فيها الوفاء لذواتنا.. لمشاعرنا.. لهُويّتنا.. ولجيل من الشعراء سعى لأن يقول شيئًا جديدًا ذات يوم، وكانوا كلما أشعلوا نارًا للإبداع المختلف عما ساد لقرون،.. أطفأها خصومهم..
لا أريد أن أسرق الأضواء من عريس هذا المهرجان، ولكنّني في ختام هذا المهرجان أتوجه بالشكر الجزيل لصانعي هذا المهرجان، وهم:
ضيوف المهرجان الذين أبهجنا حضورهم والجمهور الذي يتذوّق الجمال ويتتبّع مواضعه.
وقدم شعراء اليوم الختامي« عبدالله ثابت، حمد الفقيه، بثينة اليتيم، محمد الماجد، نشمي مهنا، ديمة محمود، » مجموعة من النصوص الشعرية.
حيث قرأ الشاعر عبدالله ثابت:
تعجبني فكرة الحياة السابقة
فيما يظن الناس أنهم كانوا قرابين في غيهب قديم
قضت نحبها وهي تسلي إلهاً مخبولاً يشعر بالوحدة
أشعر وأني كنت شيئاً بريئاً
وقرأت الشاعر المصرية ديمة محمود، الصادر لها «ضفائر روح، وأشاكس الأفق بكمنجة»:
كقطرات مطر في ديسمبر لا تزال تسيل
على زجاجي وبلا خدوش
منذ قبلة طفولتنا واكتشافنا العبثي للذة والحب
وقرأ الشاعر علي الفقيه، الذي صدرت له ثلاث مجموعات شعرية هي: نقف ملطخين بصحراء، على طريقة لوركا، تبسيط شعري لحياة تستعمل لمرة واحدة:
حياتي قصيدتي
كسلي الذي يغمض عينيه الدامعتين
كدب عجوز وينتظر إليّ
وقرأت الشاعرة الفائزة بجائزة الكتاب الاول «بثينة اليتيم» بعنوان « سأعيد للقدر مكيدته»، وطبعتها الجمعية، قالت: " وقفت على موته
وقال: هنا تخمد اللغة بلا حراك
تصفّ عظام الأحرف التي انسلخت عن جلود الكلام
إلى جوار بعضها على بسطة البؤس
وقرأ الشاعر الكويتي نشمي مهنا الذي أصدر أربع مجموعات شعرية:
الذي ننتظره
الذي لم يحدث بعد
الذي لم نسمع وقع خطواته على رخام انتظاراتنا
الذي يقترب
الذي لا يدق الذي يرف
الغائم الذي فقط يرف، الذي لم نرَ ظلاله قادمة
وختم المهرجان بالشاعر محمد الماجد الذي صدرت له مجموعتين شعريتين بعنوان: مسند الرمل، كأنه هو، بقصيدة بالشاعر الدميني:
«يا جار غامد »
يقول فيها: " فديت غامد
من ناشرين على النقا أشعارهم
بيض المفالج
بنا من الأوزان ما يكفي
ومن زبد القصيدة مثل عالج
سنحت «بروق العامرية»
فاستويتَ على السحاب
ولم تكن ليلاكَ من بين الهوادج
فلمَ اغترابكِ في الدِلال
وما مقامكَ في المباهج
قد مسّنا ضر النوافل والتهجد في هزيع المخبتين فلا تعالج"
وتلا ذلك توقيع الكتب للشعراء المشاركين في صالة عبدالله الشيخ للفنون.