اللعب وأثره في تنمية شخصية الطفل
يروي أحد الآباء قصته مع طفله ذو التسع سنوات فيقول: في زحمة إنشغالاتي وإلتزاماتي خارج البيت، لاحظت بفتور علاقتي مع أبنائي؛ حتى قررت أن آخذ إجازة ليوم واحد، وأن أقضيه بمعية أسرتي.
فاخترنا وجهتنا البحرية لتكون محطة رحلتنا، فذهبنا للشاطئ نلعب ونلهو ونتبادل جميل الحديث وعذب الكلام.
وفي ختام رحلتنا كنت مرهقًا تمامًا، وكذلك أسرتي إلا أننا كنا في منتهى السعادة.
وفي طريق عودتنا إلى البيت، سألني ولدي سؤال فقال: « أبي ألم نقضِ وقتاً ماتعًا؟ » وبعد أن أجبته: بِبَلى قال لي: « أحبك يا أبي، من الآن فصاعدًا سوف أحل واجباتي وأفعل كل ماتطلبه مني ».
يخطئ الكثير من الآباء حينما يُقصِرون دورهم التربوي على تأمين المأكل والمشرب والمسكن لأفراد العائلة، ويتجاهلون الاحتياجات النفسية للطفل، ومنها حاجته للعب والمرح والتسلية؛ والتي بدورها تصنع السعادة والاستقرار الأسري.
إذًا يمكن تعريف اللعب: بأنه نشاط يقوم به الصغار بهدف التسلية والمتعة، ويستخدمه الكبار من أجل المساهمه في تقويم سلوكيات صغارهم. كما يستخدم لتنمية الشخصية بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية.
كما للعب أهمية بالغة وفوائد جمة منها:
١. يعد خير وسيلة لاكتشاف الطفل لذاته والتنفيس عن انفعالاته ومشاعره المكبوتة.
٢. ينظم الغرائز عند الطفل، ويمنع تهيج الجهاز العصبي.
٣. ينمي العلاقات الاجتماعية، ويساهم في تكوين الصداقات.
ختامًا ينبغي على الوالدين أن يحرصا على تخصيص أوقات للعب مع الأبناء ولا يجعلا الانشغال الدائم بالعمل مبرراً لترك ذلك؛ فاللعب مع الأطفال فرصة كبيرة لحل الكثير من المشاكل ولتصحيح الكثير من المفاهيم والمغالطات.