يومٌ جديدٌ يسطرهُ التاريخ
ستشهد مدن المملكة يومَ غدٍ يوماً غير اعتيادي، وهو أول يوم لقيادة المرأة السعودية لمركبتها الخاصة، ولاشك أن هذا الحدث سيكون تاريخياً للمجتمع السعودي، خاصة على المرأة، وهذا اليوم سوف ينهي الجدل القائم الذي طال لعقود من الزمن بين الرافض لهذه الفكرة وبين المؤيد لها.
وبطبيعة الحال الأصوات الرافضة لهذا الحدث باتت قلة قليلة، فالغالبية العظمى تعاطت مع الموقف، وتقبلت هذا الشأن، وذلك بالنظر من الزاوية الأخرى، أي الإيجابيات التي سوف تترتب بالمنفعة والفوائد لصالح المجتمع، وأبرزُها التخلص من السائق الذي غالباً يكون ضرره أكثر من نفعه؛ ناهيك عن الاختلاف الثقافي والاجتماعي، وغالباً هذه العمالة تتسم بقلة التعليم والسبب يعود لظروفها البيئية.
فلا يعتقد البعض أن قيادة المرأة للسيارة ترفاً أو رفاهية، وإنما هي ضرورة ملحة لقضاء حاجات الأسرة، وحاجاتها الخاصة من عملها الوظيفي، وغيرها من أمور مهمة، فالمرأة السعودية أصبحت شريك الرجل في هذا العصر، بل أضحت صاحبة قرار في مجتمعها وينظر لها التاريخ من كل أبعاده المستقبلية.
والمؤسف من بعض المؤدلجين، أو لنقل المصابين بالفوبيا المرضية الذين يعتقدون أن هناك أضراراً جسيمة حول قيادتها، تترتب عليها أضراراً اجتماعية من تفشي الأخلاق السلبية، حيث تكثر فيها المشكلات الاجتماعية، وتتفكك الأسرة من طلاق وغيره، فهذه الأعذار لا أراها مناسبة في أقوالهم، حتى لو برهنوا بهذا الشأن من دراسات وإحصائيات، لنقل لهم: ما دليل صحة تلك الدراسات؟! فهذه الأصوات الناشزة دائماً تخترع دراسات من أهوائها، وتعتمد على إحصائيات كاذبة مدّعية أنها أُجريت من جامعات عالمية عريقة، فهذا الكذب والتدليس الرخيص دائماً يتم ترويجه بين حين وآخر، كلما طرأ أمر ضروري لصالح المجتمع، وما هي إلا براثن وأباطيل اخترعتها «الصحوة» من فترة زمنية، ومازالت تكرر المشهد نفسه بأساليب جديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، ليس غرضها إلا المتاجرة بقضايا المرأة وتخريب سمعة البلد مما يندرج عليه نكوص وتخلف.
فمع مشاركات مجتمعية من جهات حكومية وأهلية توعوية وتعريفية تترتب عليها تعاليم مرورية استعداداً لتنفيذ القرار السامي؛ لتمكين المرأة من قيادة مركبتها الخاصة؛ وذلك لتعزيز الأمن والسلامة لاستخدام السيارات في الطرق، فقد أخذت المرأة وقتاً كافياً من الإرشاد والتوجيه بقوانين المرور، ما عليها إلا أن تتوكل وتقود بسلامة تامة، تاركةً الأصوات الناشزة وراءها؛ لتستمر الحياة برؤية جديدة تثبت قدرتها في إدارة كافة الأمور الإنسانية، فلا فرق بينها وبين الرجل في كل المجالات العملية والفكرية والثقافية.. وإلخ من مناشط تسهم فيها بكل جدارة.