هل توجد وصفة سحرية للنجاح؟
في مثل هذا اليوم 1 يوليو من العام 2004، توفي مارلون براندو، أعظم ممثل في تاريخ السينما، والنجم الأكثر تأثيراً على الإطلاق في هوليوود.
ولكن، هل قصة هذا الممثل المثير للجدل تستحق أن تُروى؟. بكل تأكيد، فهي «رواية مثيرة»، تماماً كأفلامه الـ 46 التي عُدّ أغلبها من التحف الفنية الخالدة في السينما العالمية، والتي حصل بسببها على العديد من الأوسمة والألقاب والجوائز العالمية المرموقة.
ولد مارلون براندو «الصغير» في 3 أبريل العام 1924 في أوماها المدينة الكبرى في ولاية نبراسكا لأسرة أميركية من أصول أيرلندية، الأب هو مارلون براندو «الكبير» ويعمل موظف مبيعات في شركة لبيع المبيدات والأعلاف الكيميائية وكان مدمناً على الكحول وعصبي المزاج وحاد الطباع، أما أمه دوروثي بينيبيكر فكانت ممثلة مغمورة أدمنت الكحول أيضاً.
عاش براندو طفولة معذبة وبائسة، فقد انفصل والداه قبل أن يتم العاشرة، وتنقل مع أمه وأختيه جوسلين وفرانسيس بين عدة مدن. تلك الطفولة المعذبة، أثرت كثيراً على شخصيته ونموه العاطفي، واستمرت معاناته بسبب تلك الاضطرابات والتقلبات النفسية والمزاجية طيلة حياته.
لم يكن براندو أو «بد» كما كان يُطلق عليه الجميع محباً للدراسة والالتزام، فطُرد من كل المدارس والمعاهد التي التحق بها. في العام 1943، انتقل إلى نيويورك ودرس التمثيل المنهجي في «المدرسة الجديدة» وهي معهد فني معروف، ثم تدرب في استديو الممثلين الشهير على يد مدربة التشخيص ستيلا آدلر التي يدين لها بالفضل في تكوّن شخصيته وموهبته الفنية.
مسرحية «أتذكر أمي»، كانت بدايته الحقيقية نحو احتراف التمثيل، حيث حظي بإشادة النقاد كأحد الأسماء الواعدة في عالم الفن، ولكن أداءه المذهل لشخصية ستانلي كوالسكي في مسرحية «عربة اسمها الرغبة» العام 1947 كانت بوابة النجاح والتألق.
في العام 1950، بدأ مارلون براندو مشواره السينمائي، وكانت الانطلاقة الحقيقية في فيلم The Men، وبعدها بعامين حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان عن دوره في فيلم «عاش زاباتا»، ثم توالت أدواره المهمة التي توجها بأول أوسكار لأفضل ممثل في مسيرته الفنية المرصعة بالذهب وذلك عن فيلم «رصيف الميناء» العام 1954، ولكن فيلم العرّاب الذي جسد فيه شخصية الدون فيتو كورليون ظل تحفته الفنية الخالدة التي منحته الأوسكار الثاني العام 1973.
رغم تلك السلسلة الطويلة من المعاناة والظروف والتعقيدات التي واجهت ذلك الشاب صاحب المزاج الحاد، لكنها لم تجعله يفقد حلمه الأثير الذي قاتل من أجل تحقيقه طيلة حياته، ليكون الممثل الأول في قائمة الفن السابع، بل ومصدر إلهام لكل البشر.