قصة وطن
الكتابة عن الوطن، رحلة ماتعة في سماوات المجد، وحكاية مترفة تسكن الخلد، فالوطن هو «بيت القصيد» الذي تتأنق الحروف في حضرته، وتتسامق الأمنيات في نبرته، لتكتب قصيدة خالدة، عنوانها «يوم وطن».
الوطن، صفحات خالدة، تنسج «قصة وطن»، بنته سواعد الآباء ودعوات الأمهات. الوطن، أعلام/ أحلام خضراء تُرفرف بزهو على نغمات الألق.
والكتابة عن الوطن، كتابة تتحدى الكتابة، وعشق يهيم في خلجات الوجد. الكتابة عن الوطن، تطواف في فيافي الفرح، وتحليق في فضاءات الدهشة.
يُصادف هذا اليوم، الثالث والعشرون من سبتمبر، الذكرى الـ88 لميلاد وطن يسكن المجد ويستحق الفخر. الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام، ليس مجرد يوم في روزنامة الزمن، لكنه «رواية وطن»، تسرد كل معاني البطولة والوحدة والخلود.
ما أجمل القصائد حينما تُثبّت بوصلتها باتجاه الوطن، وما أروع الأغاني حينما ترقص على أنغام الوطن. نعم نحتاج لكل مظاهر الحب والفرح والبهجة في «يوم الوطن»، تماماً كما نحتاج لاستثمار هذه المناسبة الوطنية الكبرى للتعبير عن عمق الوفاء والولاء والانتماء لهذا الوطن الجميل الذي ننعم بخيراته ونستظل بظله، في وقت تصطلي الكثير من البلدان والشعوب والمجتمعات من حولنا، بجحيم الفتن والمحن والكوارث.
ليكن «يوم الوطن»، فرصة رائعة للمبادرات الوطنية والمساهمات المجتمعية التي تُعبر عن عشقنا لهذه الأرض الطاهرة.
ليكن «يوم الوطن»، منصة عالية لإطلاق الأفكار والمشروعات والبرامج والمبادرات والمساهمات التي تُحقق النماء والرفاه لإنسان هذا الوطن.
يوم الوطن، فرصة كبيرة لأن يُمارس القطاع الخاص بكل قدراته وإمكاناته الهائلة، مسؤوليته الاجتماعية الحقيقية تجاه هذا الوطن، كتوظيف الشباب وإنشاء المدارس والجامعات والوحدات السكنية المجانية والمكتبات العامة والمتاحف والحدائق ومراكز الاحتياجات الخاصة.
في يوم الوطن المجيد، نحن مطالبون جميعاً لأن نقف صفاً واحداً ضد كل مظاهر الفساد والخداع والغش، وضد كل صيحات الكراهية والطائفية والعنصرية، وضد كل من يُحاول النيل من وحدتنا وأمننا واستقرارنا.
ليكن «يوم الوطن»، موعداً باذخاً لكل معاني الحب والولاء ولكل مضامين الإبداع والإنجاز لهذا الوطن، وليكن «يوم الوطن»، مناسبة وطنية كبرى ننتظرها بلهفة وشوق في مثل هذا اليوم من كل عام، لنجدد العهد والعشق لهذا الوطن الملهم.