من أول وزيرة سعودية؟
يبدو أن الذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة، التي مرّت قبل يومين، وتحديداً في الثامن من مارس، كانت أقل صخباً وضجيجاً وسط منصاتنا وشبكاتنا وأحاديثنا الاجتماعية والإعلامية، فما تحقق للمرأة السعودية خلال مدة زمنية قصيرة من تمكين وفرص وأدوار، يدعو للفخر والإعجاب، بل والثقة والامتنان.
وقد جاء تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية تتويجاً لمسيرة حافلة وطويلة - بل ومضنية - من الطموحات والتطلعات والتحديات التي كانت تحملها المرأة السعودية التي أثبتت جدارتها وكفاءتها ونجاحها في كل المهام والوظائف والمناصب التي تقلدتها، سواء كانت محلية أو خارجية.
وتعيين سيدة سعودية في منصب مهم كهذا، وفي دولة عظمى كأميركا، له دلالاته ورسائله وتموجاته، فهو ليس مجرد قرار فريد من نوعه، ولكنه حلقة متصلة في ترس المنظومة السعودية الجديدة التي بدأت تتشكل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وهو - أي قرار تعيين أول سيدة سعودية في منصب سفير - متناغم ومنسجم مع برنامج التحول الوطني الذي يعيشه وطننا الجميل الذي ينتظره مستقبل مشرق تُحقفه رؤية طموحة سقفها عنان السماء. إن تعيين أول سيدة سعودية في منصب سفير، ليس قراراً تجميلياً كما يُحاول المتربصون والمترصدون لهذا الوطن الكبير أن يصفوه، ولكنه على العكس تماماً، خطوة واسعة وحقيقية نحو تحديث مدروس وتطوير جاد لوطن يستحق أن يتصدر قائمة الدول الكبرى.
وتُمثّل المرأة السعودية في «رؤية المملكة 2030»، إحدى أهم الركائز المهمة لبناء حاضر ومستقبل الوطن، ولعلّ كل المؤشرات والقرارات والتوجهات تؤكد ذلك وبشكل واضح، فهي الآن متواجدة في كل المناصب والوظائف والمهام القيادية في مختلف القطاعات والمجالات، ولم يبق لها سوى أن تكون وزيرة، وهذا الأمر بات وشيكاً أكثر من أي وقت مضى.
إن ما تتمتع به المرأة السعودية من شخصية قيادية منجزة ومبدعة، جعلها محل تشجيع وتقدير من قبل صنّاع القرار في وطننا العزيز، ويبدو أن قرار تعيينها وزيرة، وهو ما سيحدث قريباً، سيكون هو القرار الأهم في تاريخها، بل وفي تاريخ الوطن.