معرض الكتاب وتكريم الرموز
يبدو أن لا حديث في هذه الأيام، إلا عن الحدث الوطني الأبرز في روزنامة الوطن، كل الوطن، وهو معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الأحدث 2019، حيث شهدت العاصمة الرياض منذ أيام، وتحديداً في الثالث عشر من شهر مارس الحالي افتتاح فعاليات هذا الكرنفال الثقافي الرائع، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، وخلال عشرة أيام، سيكون الكتاب بمختلف أشكاله وألوانه هو سيد الزمان وتحفة المكان.
«الكتاب.. بوابة المستقبل»، كان شعار معرض الرياض الدولي للكتاب والذي يتناغم ويواكب الدور الكبير الذي يقوم به الكتاب وهو الوعاء الأمين للعلم والمعرفة والثقافة والأدب والفن والوعي، في صنع بيئة ثقافية جاذبة تكون لبنة أساسية لعالم الثقافة الذي تستهدفه «رؤية المملكة 2030»، فالثقافة كمنظومة وصناعة واستثمار تحتل صدارة مقومات جودة الحياة.
معرض الرياض الدولي للكتاب، ليس مجرد ساحة كبرى لعرض وبيع، رغم أهمية ذلك، ولكنه أكبر من ذلك بكثير، فهو معرض الكتاب الأهم في العالم العربي.
ويُشارك في نسخة هذا العام 913 دار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية، ويحوي أكثر من 500 ألف عنوان، وتُشارك مملكة البحرين بوصفها «ضيف شرف»، ويوجد برنامج ثقافي كبير يتضمن 62 فعالية عبارة عن ندوات ومحاضرات وورش، إضافة إلى العديد من المسرحيات والأفلام السينمائية السعودية. كرنفال وطني ضخم، يستحق الفخر والإعجاب، يُدار بحرفية ومهارة من قبل فريق وطني من شباب وشابات الوطن، يؤكدون قدرة وكفاءة أبناء هذا الوطن في صناعة الألق.
كثيرة وكبيرة هي التفاصيل والملامح التي يُلامسها كل من يزور هذا الكرنفال الثقافي الرائع، ولكن ثمة حالة من الدهشة اجتاحت كل من حضر أو شاهد حفل الافتتاح الرسمي الذي دشن هذا «السوق الثقافي» وهو التكريم الذي طال رواد السينما السعودية وهم: عبدالله المحيسن، إبراهيم القاضي، سعد خضر، هيفاء المنصور، المرحوم سعد الفريح، إبراهيم الحساوي، المرحوم خليل الرواف. رواد وملهمون سعوديون، نكاد لا نعرفهم!.
عبدالله المحيسن، أول سعودي يتخصص في السينما، وأخرج أكثر من 200 فيلماً لامس مختلف القضايا الإنسانية والوطنية والتنموية، وحاصل على عدة جوائز عالمية، وتحفته الفنية «ظلال الصمت» هو أول فيلم سعودي روائي طويل وقد عُرض في مهرجان كان الشهير في عام 2006.
إبراهيم القاضي الذي يُلقب بـ «أبو المسرح الهندي» نظير إسهاماته وإبداعاته في المشهد الفني الهندي، وتحديداً في المسرح الهندي، فهو سعودي من عنيزة يُقيم في الهند منذ عقود، وحاصل على العديد من الجوائز والأوسمة العالمية.
خليل رواف، أول سعودي وعربي تطأ قدماه مدينة هوليود التي كانت في بداياتها في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي وصل إليها بعد رحلة طويلة من مسقط رأسه مدينة بريدة، وعمل بالتمثيل وشارك في الفيلم الشهير Cover the War بطولة أسطورة هوليود جون واين عام 1937.
وتكاد تكون الدهشة نفسها، حينما ننبش بعض تفاصيل المكرمين الآخرين: سعد خضر وهيفاء المنصور وإبراهيم الحساوي والراحل سعد الفريح، فقصصهم وبداياتهم وتحدياتهم تكاد تكون غائبة عنا.
وهنا، لا بد من حضور هذا السؤال: لماذا لا نعرف هؤلاء الرموز؟