همسة يتيمة
يتيمة شهيد بضعيف الصوت بين طيات خلجاتها صوت يتكرر باستمرار يخرج من القلب
ليعود إليه تعيه حواسها فتترجمه عيونها بدموع تجريها على وجناتها التي اعتادت مجرى الدموع لتكون احفورة الدمعه
احفورة عمرها اربع سنوات، مواصفاتها حاره تلتهب نيران كالبركان الثائر يتفجر حمم خصائصها مرة كالعلقم تسبب غصة تحبس الانفاس لتخرج زفرات وانين من بين الضلوع تحجب الكلام فيسكت اللسان تتوه الكلمات وتتبعثر الحروف
يتكلم الصمت دموع تحكي همسة يتيمة، خمس سنوات من عمر الطفولة علاقة زمن هي والد شهيد كان الماضي الذي لم
تعشه والحاضر الذي سرق منها ابتسامتها والمستقبل الذي جعلها يتيمة وابنة شهيد لقب حصلت عليه بثمن غالي كادت
روحها تخرج من بين جنبيها عندما تلقت خبر استشهاد والدها، تحولت تلك الابتسامات إلى مدامع جارية تحكي رحلة فراق، في عيناها ألف سؤال وسؤال لا تجد لها اجابات سوى صرخات ولوعه، تهرب من وجع الانين لتلوذ بالذكريات
والصور التي اصبحت سلوتها من وحشة الطريق، حنين لوطن قتل في احضان الصلاة « اه » وألف « اه » قلب بتر منه شريان الحياة فغذا يفتقر الحياة. والدي ايها الغائب الحاضر كم كنت فراشة جميلة زاهية الألوان تلوذ بشذى عطرك الحاني لتجد في بستان حبك ألوانا وألوانا من العطاء الأبوي الذي يغديني ليزداد جمالي تألقا ويحول حركات الطفولة إلى فرح يملأ الأجواء يسعد به الجميع، يامن صنع من زهر الياسمين عقدا يتقلده كلما مرى به من نصبا وتعب ليستنشق من عبيره
الفواح الذي يريح نفسه ويسكن اوجاعه، والآن أين ذلك العقد وأين صاحبه؟.
خسف القمر وعمت الظلمة إلا من ضوء خافت من بعيد ربما نجم أو ربما مصباح يضيئ من بعيد، أبي كما أنا خائفة المجهول يلف خطواتي التفت يمينا وشمالا لعلي اجد يدك تمسك بيدي لتأخذني إلى الأمان تحتضن خوفي وترسم لي طريقا أمنا يوصلني إلى بر الأمان، أبي الطريق طويل اخشى أن أتوه وأضل الجادة، ابي الحبيب كم يتعبني ويزيد خوفي عندما أرى التعب باديا في عيون أمي وأرى الدمعة واقفة مترقرقه تأبى النزول خوفا على مشاعري
ولكن احس بقلبها يبكي بحرقة كلما ضمتي إلى صدرها اشعر بحرارة انفاسها التي تعبر عن مدى تعبها، اتأمل وجهه أمي لأرى الكثير من الهموم والكدر الذي جعلها باهتة مصفرة الملامح كئيبة المحيا، اصبحت لا أرى تلك الابتسامة الأمنة التي تجد في ظلك فيئا تستظل به، اناقة أمي ولمسات الجمال التي كانت أمي ترسمها على اطلالتها لتطفي علينا جوا
من السعادة وتجدبنا إلى نفسية مريحة ومتألقة؛ وما أسرع الشيب الذي غزى شعر أمي، ملابسها السوداء والداكنة جعل منها صورة دابله من دون حياء حيث انقطع عنها امداد الماء الذي كان يغذي فيها الروح قبل الجسد لتصبح كيانا متحركا يصارع الزمن لتؤدي جميع المهام، حملا ثقيلا يهد القوى لكنها تحاول أن تسد فراغ تركته على قدر امكانياتها وتلعب جميع الأدوار تحاول أن تتقن دورك لتشعرني بالقوة وتمدني بالعاطفة الأبوية التي هي بأمس الحاجة إليها مع علمها ويقينها إنه لا يوجد من يملأ الفراغ ويعوض داك المكان وتلك المشاعر التي تحيي القلب وتودع فيه الأمان والطمأنينة
مدى يده أبي من مخدعه العلوي وقال كفى يأبني أنت وأمك بعين الله، نخن قوم اختيرت لنا مصارع فبرزنا لملاقاتها
تحلي بالصبر لتنالي اجر الصابرين واحتسبي ذلك عن الله
وكوني فخورة بهذا الشرف وبلقب ابنة شهيد فشهادتي تاج شرف على رأسك جعل منك أميرة وابنت ملك فتاج الشهادة عظيم وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم
فهنيئا لك التاج وهنيئا لنا الشهادة.