أسوأ سبعة كتاب مقال على الإطلاق
يُعدّ المقال الصحفي، أحد أقدم وأهم الأشكال/ القوالب الصحفية الأصيلة التي تُشكّل «منظومة الصحافة التقليدية» التي ما زالت صامدة حتى الآن، رغم الحرب الشرسة التي تشنّها أدوات وشبكات وتقنيات الإعلام الجديد. ويُمارس المقال الصحفي العديد من الأدوار والوظائف والمهام التي جعلت منه أحد أشهر المنابر المجتمعية التي تُعلّق عليها الآمال والطموحات والتطلعات لإثارة ومناقشة وحلحلة الكثير من الملفات والأزمات والتحديات التي يُعاني منها المجتمع.
لن أخوض في وظائف وأدوار وتأثيرات المقال الصحفي، فهي تكاد تكون معلومة وواضحة، ولكنني بصدد القفز فوق كل ذلك، للوصول إلى الهدف المحدد من هذا المقال الصحفي، وهو رصد مختصر لأسوأ سبعة أشكال لكتاب المقال الصحفي:
الأول: «الكاتب الشعبوي» الذي يوظف عموده لكسب تأييد المجتمع، وذلك عبر دغدغة واستثارة الأحاسيس والمشاعر، فهو كاتب لا يُقدم أفكاراً أو حلولاً، ولا يُخاطب عقل القارئ، بل هدفه الوحيد هو الوصول إلى قلبه/ عاطفته. هذا النوع السيئ من كتاب المقال الصحفي، يتغنى دائماً بكونه «كاتباً جماهيرياً».
الثاني: «الكاتب الوصولي» الذي جعل من زاويته اليومية أو الأسبوعية، مجرد «نافذة متسولة»، يُطل بها على أصحاب القرار والنفوذ والمسؤولين، ليقول لهم دائماً: «أنا هنا».
الثالث: «الكاتب المؤدلج» الذي يستغل مساحته التي أؤتمن عليها، ليحوّلها إلى «دائرة مغلقة» حول طائفته أو قبيلته أو فريقه أو قناعاته، بينما لا تُشغله بتاتاً القضايا الوطنية الكبرى أو الهمّ المجتمعي العام.
الرابع: «الكاتب الجلاّد» الذي لا يُشاهد إلا «الصورة المشوهة» من كامل المشهد، فهو جاهز ومترصد على الدوام لجلد الذات/ المجتمع وتضخيم السلبيات، أما الإيجابيات فهي ليست ضمن شغفه المهني. كاتب كهذا، تحوّل من صوت للضمير إلى سوط لجلد المجتمع.
الخامس: «الكاتب العقيم» الذي لا يملك أفكاراً خلاّقة أو موضوعات متفردة، بل على العكس تماماً، فهو مجرد «صدى فيزيائي» لما يُقال أو يحدث. كاتب كهذا، يقتات فقط على الفضلات.
السادس: «الكاتب الغشاش» الذي لا يكف عن اختراع بطولاته الوهمية التي يدسها بكثافة في مقالاته التي أصبحت خزانة خاصة تغص بإنجازاته وإبداعاته وإسهاماته المزيفة. لقد تحوّل هذا الكاتب، من حارس مُستأمن لأحلام وطموحات المجتمع إلى «بطل من ورق».
السابع: «أسوأ كاتب مقال صحفي» على الإطلاق من بين كل تلك الأشكال السيئة الصيت لكتاب المقال الصحفي، ولكنني فضّلت أن تكشفه أنت عزيزي القارئ.