رسائل رمضان التثقيفية
من الأمور العجيبة التي ترتقي بها الأروح البشرية تلك الرسائل التي تحمل بين طياتها الكثير من معاني السمو الأخلاقي والوعي الفكري، وتقوية العوامل النفسية التي تجعل الصائم على قدر كبير من الصبر والتحمل ومراقبة النفس والحذر من الوقوع في المحظورات أي المفطرات، حيث يعتبر هذا الشهر من أعظم البرامج التثقيفية والتوعوية للإنسان المسلم، فهو يجعل في كل شخص طاقة تمنعه من التقرب الى الأهواء والشهوات، حيث تكون لهذه الطاقة جاذبية كبيرة نحو الأعراض عن الوقوع في الزلل.
فمن الر سائل التي يحملها رسالة التغيير حيث أن فلسفة التغيير قائمة على التغيير الروحي والنفسي الذي تشد رحال الإنسان إلى خالقه لتصيغ منه شخصية متفاعلة وفاعلة، صلبة مقاومة للغرائز ومتحررة من رغبات النفس، فالصيام لا يعني فقط الامتناع عن كل مفطر فهو صلابة في الإرادة وعلو في الهمة ومقاومة المغريات، لذلك تكون نواتجه تربوية عالية المستوى يحصل عليها المؤمن ليصل في النهاية إلى شهادة الحضور القلبي في كل جارحة من جوارحه.
فلسفة اخرى تحملها رسالة ثانية هي ارتفاع وتيرة البدل والعطاء بشتى صوره التي تشعرك بالمسئولية اتجاه الأخربن والاحساس بمعاناتهم وإن كان البدل لا يقتصر على الانفاق والبدل المادي وإنما البدل المعرفي الذي يترقى بالفكر التوعوي، من إقامة الندوات والمحاضرات والدورات المناسبة لشهر الفضيل حالة الصفاء القلبي والذهني رسالة تتجلى في شهر الله ونفحة من نفحاته المباركة، فهذا الصفاء يعكس حالة تعاملاتنا ومعاملاتنا مع الأخرين ومع انفسنا، فمردود هذه الرسالة الراحة.
النفسية وراحة البال التي لانرأها في غير شهر الرحمة، كوننا في ضيافة العناية الإلهية فهذا يجعلنا نعيش أمانا روحيا تستقر فية نفوسنا وتهدأ سكناتنا وتتحول فيه حركاتنا إلى مساعي وتوقيفات تفضل بها علينا خالقنا الذي أسبغ نعمته علينا ظاهرة وباطنة تلك النعم التي توصلنا إلى ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة القبول والرضا والحصول على الذخيرة والمونة السنوية التي تستقيم بها حياتنا في بقية السنة، وهي امداد يترتب عليه كثير من مجريات الأمور وما قد يحدث في أيام حياتنا الدنيوية وايضا مستقبلنا في عالم الأخرة، إذا هي ليلة تعتبر خلاصة شهر كامل يعدل ألف شهر بتقدير يوم مقداره ألف سنة مما تعدون.
جعلنا الله وإياكم من أهل الطاعة والقبول وتقبل الله صيامنا وقيامنا وبلغنا ليلة القدر بأحسن قبول.