الشيخ العوامي: لمواجهة ظلمات الشك ينبغي أن نشعل شمعة اليقين
شدّد سماحة الشيخ فيصل العوامي على ضرورة لزوم أهل اليقين والبصيرة، وخاصةً عند حدوث التحولات والمنعطفات التي قد تلقي بظلالها على أفكار ومعتقدات الناس، مما يؤثر سلباً عليهم، ويوقعهم في الشبهة، جاء ذلك في خطبته الأسبوعية التي افتتحها بالآية الكريمة: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (سورة آل عمران /173).
سماحته أشار في بداية حديثه إلى أن ظهور بعض الإشارات والدعوات المليئة بالريب والشك بين الحين والآخر في الأوساط الإسلامية ليس جديداً، هذه الإشارات -التي تتعلّق بأمور مختلفة- منها ما هو ديني عقائدي، أو سياسي، أو فكري ثقافي، أو اجتماعي... جاءت بأسباب مختلفة، إما لأن أصحابها عاشوا في أجواء ثقافية أو سياسية معينة، أو أنهم قاموا بمراجعات لأفكارهم ومعتقداتهم، أو ما أشبه.
وأضاف: أنه في زمنٍ من الأزمنة ظهرت بعض الإشارات التي تحمل بذور التشكيك في أصل الوجود الإلهي، كما ظهر بعضٌ ممن يشككون في أصل النبوة، أو أصل الإمامة والولاية، وحقيقة وجود الإمام المهدي المنتظر (عج)، والعصمة، وكل ذلك بدعوى المراجعة وتمحيص وتطوير الفكر الديني، وآثار مثل هذه الإشارات لا يقتصر على الجوانب الدينية العقائدية، وإنما ينعكس أيضاً على الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية بطريقة أو بأخرى.
وذكر سماحته أيضاً بأننا قد نتصور في كثير من الأحيان أن ظهور البعض ممن يحملون تصورات مغايرة مليئة بالشك تجاه الدين نتيجة المراجعات أو الشبهات أن الدين أو المعتقد كله قد انتكس، في حين أننا نغفل عن ذلك الكم الكبير من الناس الذين يرون خلاف ذلك، بل ربما كانوا في يومٍ من الأيام كانوا يحملون أفكاراً بعيدةً عن الدين، ولكنهم وصلوا إلى اليقين بعد رحلةٍ طويلةٍ وشاقة من البحث والتأمل. وما يحمله ذلك من إيجابيات كثيرةٍ.
من هنا أكَّد سماحته على أن الموقف السليم الذي ينبغي على الإنسان المؤمن اتخاذه في مواجهة أمواج الشك والريب هو التوجه إلى أهل اليقين الذين يحدثون ويقودون التغيرات والتحولات في المجتمعات،وخاصةً في لحظات المنعطفات والإزمات، وهذا موسم الحج دليل صارخ على أن هذا الدعوات تذهب أدراج الرياح، في حين يتوجه المؤمنون إلى الله وحده غير عابئين بها.
ومن جانبٍ آخر، شدّد سماحته على ضرورة التحلي بالرؤية المتوازنة للأمور، حتى لا تطغى أمواج الشك والريب فتحجب عنا رؤية الحقيقة واليقين