التسويف
التسويف من أكبر المشاكل التي تعرقل مسيرة العطاء وتقضي على روح الطموح وتسد أبواب الإبداع، فتأنيب الضمير ولوم النفس باستمرار بسبب التقصير الناتج عن تأجيل الأعمال والأولويات.
فالشعور بالتقصير اتجاه الواجبات المناطه إلينا يجعلنا نعاقب أنفسنا بسياط الجلاد الذي لا يعرف الرحمة، لإيقاف هذا العقاب نرجع إلى حكمة تربينا عليها منذ كنا في مراحل طفولتنا وفي مدارسنا، كمبدأ نسير عليه لتحقيق أهدافنا ولنستقي منه الجد والمثابرة في العمل «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد» حكمة زرعت فينا روح المبادرة لإنجاز أولوياتنا اليومية ضمن الزمن المحدد لها دون تسويف.
لإنهاء هذا الشعورو القضاء عليه لابد من البحث عن أسباب التسويف وأين تكمن ونرجع إلى حواراتنا الداخلية التي تتسم بالسلبية والتقليل من القدرات التي نمتلكها، ونغير بوصلة التفكير لنحول محادثاتنا الداخلية إلى حوارات ايجابية ذات دافعيه وأهداف نسعى إلى تحقيقها، فالقدرة الاستعدادية الداخلية إذا وجدت اكسبتنا قوة تطويريه ذاتية من شأنها أن تخلق بيئة خصبة لعوامل تنمويه قادرة على تحقيق رقماً قياسياُ في عالم تتحكم فيه النسب والأرقام.
فعندما تكون المعادلة الذاتية متوازنه يكون ناتج التفاعل صيح بحيث تكون العوامل المتفاعلة الداخلة في التفاعل مساوية للعوامل الناتجة، وبنسب تقريبية، لضبط المعادلة تستخدم الأسس المناسبة أو يمكن أدخال محفزات تنشط من قدرة عوامل التفاعل على الإنتاج، دائما نعمل موازنه، القدرات الإبداعية تتناقص مع مرور الوقت، فكل خطوة نجاح للأمام يقابلها عدد من خطوات التراجع للخلف.
من أبرز عوامل التراجع التسويف الذي يقودنا إلى التكاسل والتأجيل ليخبؤ نجما أضاء في دنيا الإبداع. ارتقاء سلم النجاح يحتاج إلى إرادة وعزيمة وتحدي طموحاتنا متعلقة بهذه العوامل المحفزة والمساعدة فنجاحاتنا ليس لها علاقة بالجينات الوراثية وإنما هي تطوير لممارستنا اليومية، كمزيج من الإصرار والعزيمة والإرادة، مع ضرورة رفع شماعة الظروف وعدم إعطاء التسويف مكانة من شأنها عرقلة نجاحنا، ضبط الأولويات يقود إلى إنجاح عمليات إتقان العمل وانجازه بالشكل المثالي والمطلوب.
فغالبا ما تستوقفنا محطات لنطيل الوقوف فيها للتأمل والمراجعة، ندقق في التفاصيل من أجل إعادة النظر ومن ثم تصويب الأخطاء للخروج بمرئيات جديدة تطور وتنمي مكتسباتنا، وترتيب الأولويات لإدراجها ضمن خطة نسير وفقها لتكون تحركاتنا في المسار الصحيح وضمن هدف ما نسعى لتحقيقه