«مُفحط» يسدد طعنة «قاتلة» لمواطن نصحه بالتوقف!
لم يخطر في بال أحد من أهالي بلدة أم الحمام، الواقعة جنوب غرب محافظة القطيف، أن يكون أول ضحية لجريمة قتل، تحدث في تاريخ بلدتهم الحديث، منذ نحو قرن، هو شكري رضوان، الناشط الاجتماعي، والابن «البار» لأبوين مُسنين، والأب الأربعيني، الذي يسعى منذ أربعة أعوام، لتحقيق حلم أسرته، في إكمال بناء بيت العمر، بعد أن اضطرته الظروف للعيش فيه، على رغم عدم اكتمال بنائه، إذ سدد له صبي في الـ13 من العمر، مساء أول من أمس، طعنة له في القلب، بسكين كان يحتفظ بها في سيارته، سرعان ما أودت بحياته.
المفارقة، أن رضوان الذي عرف بـ «حمامة السلام» بين رفاقه، وكذلك في وظيفته، في الخطوط الجوية العربية السعودية، أسدل الستار على حياته بنصيحة قام بتوجيهها إلى الصبي، الذي كان يمارس التفحيط قرب منزله، قاطعاً عليه بذلك حلم التفرغ للعمل التطوعي، كما كان ينوي، بعد أن يتم ربع قرن في منصب مدير صيانة مكاتب ومباني «الخطوط السعودية» في المنطقة الشرقية. وفقدت بذلك أسرته، وطفليه التوأمين فاطمة وعلي (سنتين ونصف السنة)، وتُقى (11 سنة)، وآلاء (16 سنة)، وأحمد (17 سنة)، الأب الحنون والراعي.
بدوره، روى الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني، لـ»الحياة»، تفاصيل الجريمة، مشيراً إلى محاولة الصبي، إسعاف الضحية، من خلال نقله إلى مستشفى القطيف المركزي، الذي فارق فيه المجني عليه الحياة. وذكر القحطاني، أن الصبي «أحيل إلى دار الملاحظة الاجتماعية، لإجراء التحقيقات اللازمة معه هناك، بحكم الاختصاص». وأكد عدد من أهالي بلدة أم الحمام، أنهم سيتذكرون دائما شكري رضوان، كلما حل شهر رمضان المبارك، لأنه أسس في رمضان الماضي، المشروع الخيري «إفطار صائم». كما سيتذكرونه في كل موسم حج، كأحد الكوادر المتطوعة، النشطة في إحدى حملات الحج، التي واظب على الذهاب معها منذ نحو سبعة أعوام.
جريدة الحياة