ثقافة.. الأزمة
التعامل مع الأزمات يحتاج ثقافة ووعي كي لا نقع في بؤرة الأزمة التي تفرز الكثير من الألم والتي من أهمها الهلع والخوف، فهو سم قاتل يسلط على التفكير ويشل حركته، فالكثير من السموم تبث هنا وهناك كالأبخر ة المتصاعدة من فوهة بركان ثائر تحجب الرؤية وتضيق الأنفاس إلى درجة الاختناق، بالإضافة إلى تلوث الأجواء وحدوث الضبابية في كل شيء بحيث لا نرى أبعد من قدمينا فهذا هو المشهد المطلوب من وراء تهويل الأزمات.
الخطورة لا تكمن في الأزمة نفسها كونها واردة بحسب القانون الطبيعي وتمر بها البشرية منذ بدء الخليقة إلى أن يشاء الله لكن الخطورة تكمن في الهدف من إثارة تلك الأزمات.
في ظل ما يمر به العالم والمنطقة من تحدي وبائي اجتاح بعض بقاع الأرض وطال الكثر من الدول، تظل دوامة الغموض وعدم وضوح الرؤية قائمة في وضع حد للانتشار الواسع مما يعنى افتقادنا كشعوب إلى كيفية التعامل مع هذه الأزمة وغيرها من الأزمات التي تعصف بنا بين الحين والآخر مما يعني نخرج من مطب لنقع في الأخر، ومع ذلك فإن الأزمة الحالية تتطلب منا الكثير من الوعي والتثقيف الصحي فهما من الضرورات الملحة والأساسية من أجل تجاوز هذه المحنة كذلك الإلتزام بالقوانين الصحية الإحترازية الوقائية
التي من شأنها التقليل من تفشي الوباء، وهذا يحتاج إلى وعي جماهيري بل هو مسؤولية الجميع.
فالكل محاسب أمام هذا الواجب الإنساني، لذا لابد من عمل سد منيع للحيلولة دون الانتشار الواسع للوباء وهذا لا يكون إلا بتكاتف الجميع والخضوع للإجراءات الوقائية والفحوصات المختبرية، كذلك اتباع وسائل السلامة التي تقي من الإصابة بالعدوى، والعمل على رفع المعنويات وعدم بث الشائعات التي تعمل على حجب الرؤية والتظليل والتهويل النفسي الذي يضعف النفوس ويزيد الطين بله.
لذا نهيب بالجميع خاصة مما هم قادمون من البلدان الموبوءة الإفصاح للجهات الصحية المسؤولة وأخذ الإجراءات المناسبة تجنبا من أي إصابة وعدوى وهذا من باب المسؤولية الإنسانية أولاً والدينة والوطنية ثانياً، أليست الأمة الإسلامية جسد واحد إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء؟
ليكون عندنا حس إدارة الأزمات وذلك عن طريق استثارة التفكير المتوازن والمرن في كيف التعامل مع ما نمر به من أزمات ومحن، فكسر الحلقة المغرفة يتح لنا تفكير أوسع ووضوح للمشهد ومن ثم تحدث عملية التحليل المنطقي والوصول إلى فك جميع الحلقات المتشابكة للأزمة ويحدث الفرج، وعد من الله لعباده المؤمنين ”إن مع العسر يسرى“.