المسؤولية الصحية والإنسانية
في ظل التداعيات الراهنة والإجراءت الوقائية والإحترازية الكبيرة المبذولة على مستوى العالم، في مكافحة فيروس كورونا كوفيد - 19 وتزامنآ مع ما قامت به الجهات الرسمية المختصة بالدولة حفظها الله، من عزل بعض المناطق وقد فسر «كحجر صحي وقائي» وهو من سرعة ودقة الأعمال الهامة والمسؤولة التي يشكرون القائمون عليها، حرصآ وعناية لمصلحة المواطنين والمقيمين بمحافظة القطيف وغيرها من المناطق، وهو أسلوب علمي وعالمي ومبتغاها صحي، متبع في مدن العالم التي قد تتعرض أو تتأثر قياسيآ بأنتشار الفيروسات وتفشي العدوى بأي ظرف من الظروف أو سببآ من الأسباب والذي يجب على الجميع تحمل المسؤولية إتجاه العمل به وتطبيقه.
وكما هو معروف بأن في محافظة القطيف حماها الله من كل بلاء، كغيرها من مدن المملكة، يسكنون من الأهالي والمقيمين مرضى ممن يعانون من أمراض مزمنه ومستعصية وبأعداد كبيرة، منها على سبيل المثال وليس الحصر، أمراض القلب، السرطان، والفشل الكلوي
وأمراض الجلدية الخطيرة وغيرها الكثير والذين يداومون مرضاها شفاهم الله على آخد العلاج والجلسات الطبية في المستشفيات والمراكز الحكومية والأهلية الأستشارية والتخصصية والمتوفرة أغلبيتها فقط خارج المحافظة في مدينة الدمام والظهران والجبيل وإلى ما أبعد ذلك أماكن ومسافات كالرياض العاصمة ولا شك لهؤلاء المرضى من المواعيد والمراجعات الهامة والضرورية ولكل حاله خاصة على حده.
ونظرآ لتعذر كثيرآ من الأوقات التواصل مع الخط الساخن والذي خصصه التجمع الصحي الأول للخدمات الطارئة للمرضى وتنسيق علاجهم، ربما لضغط الحالات الطارئة، كما يتعذر مرور الحالات للمرضى من دون إسعافات متخصصة عبر النقاط المحيطة وبصلاحيات معروفة ومحددة قد تتطلب إجراءات نظامية ليس بمقدور الجميع الحصول عليها بوجه السرعة.
من هنا نهيب بالعموم في الجهات الصحية الحكومية المعنية والمسؤولين بمديرية الشؤون الصحية بالدمام والمسؤولين بمستشفى القطيف المركزي والمستشفيات الأخرى بالمحافظة مراعاة هذه الظروف لهؤلاء المرضى المحتاجين بعد الله، إلى مزيدآ من الأهتمام والرعاية الصحية من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال وأصحاب الهمم رعاهم الله، ومن الله عليهم بالشفاء العاجل،
ولتظافر الجهود الإنسانية والخيرة من الجميع لإيجاد الحلول المناسبة لأوضاعهم ولتمكينهم من الألتزام بمواعيد علاجهم وذلك بنقلهم من منازلهم وأرجاعهم بعد تلقي العلاج وتوفير المواصلات اللازمة والمتخصصة عن طريق إسعافات تلك المستشفيات والمراكز الصحية وأسعافات الهلال الأحمر السعودي أو بإيجاد البديل المناسب مع ظروفهم وحالاتهم الصحية، حتى لا يترتب على عدم مراجعتهم أو تاخيرهم لمواعيدهم لا سمح الله أزمات ومضاعفات وتفاقم مرضية لحالاتهم الصحية لا تحمد عقباه، علمآ هناك من الإيجابيات لا تخفى لمسها البعض بأن هناك تجاوبآ وتلمسآ لإحتياجات المرضى وذويهم من وزارة الصحة الموقرة والإدارات الصحية المحترمة أشاد بها بعض المواطنين شكرآ لله ثم تقديرآ واعتزازآ، لما لقاه من أهتمام واتصال وتنسيق للحالة الحرجة لوالده أصابته فجأة، نسأل الله له الشفاء العاجل، والذي يأخد جرعات العلاج الكيمائي منذ ما يقارب السنتين، فانتهت الحالة بعد معاناة من الوقت والجهد الكبير من الجميع لنقله لمستشفى القطيف المركزي بدلآ من مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام وهي نقطة علاجه الرئيسية والمتخصصة، لحتى تستقر حالته ونقله لها.
كما أننا في نفس الوقت وكما نحن واثقون تمامآ بقيام الجهات الرسمية الصحية والإنسانية المختصة بدورها الفعال، وتقبلها وجهات النظر والملاحظات البناءة والتي تخدم الجميع وترفع من مستوى الوعي والخدمات الصحية التي دائمآ تدعو وتحرص عليها القيادة الحكيمة رعاها الله، فاننا ومن منطلق مبدأ المشاركة المجتمعية الكريمة والواجب الإنساني والوطني، أذ نهيب بالعموم من المؤسسات الأهلية والحكومية من جمعيات خيرية وتطوعية ومستشفيات ومراكز صحية ورجال أعمال وأفراد قادرين، أن تتظافر جهودهم يدآ بيد مع تلك الجهود الجبارة، لتحقيق ذلك العمل الصحي والإنساني النبيل للمرضى، بكل تفاني وسخاء، وبأسرع وقت ممكن وهي لفتة إنسانية فيها من الإحسان والرفع للروح المعنوية للجميع، سوف تخفف من معاناة هؤلاء المرضى من الأهالي والمقيمين بمحافظتنا القطيف الغالية، وسوف ينال بعون الله كل من يسعى ويعمل لوجه الله، الأجر والثواب الجزيل من المولى عز وجل، وسوف تسعد وتنال الصحة والعافية أنفس وقلوب المرضى، والذين هم الأحوج في هذا الوقت الصعب، وتنال رضاء الله ثم دعاء المؤمنين. علمآ أنه من باب الأطمئنان متمنين أن ترى هذه المعلومة السارة والمهمة للغاية النور قريبآ والتي جاءت مع حسن التوفيق ولله الحمد، متزامنة مع إعداد المقال والتي تفيد بالأتي:
كشفت مصادر طبية في مستشفى القطيف المركزي عن إيجاد حل عملي للمرضى الذين لا يمكنهم مغادرة محافظة القطيف بسبب الحجر الطبي وذلك في خبر تناولته مواقع الإكترونية أمس الخميس الموافق 12 - 3 - 2020 بتجهيز مستشفى الزهراء لمرضى الأورام والكلى ومركز الرضا للقلب ومسار ثالث يختص بمرضى العظام والأعصاب ضمن مستشفى القطيف المركزي.
نسأل المولى القدير أن تكلل تلك الجهود والمبادرات الخيرة بالتوفيق والنجاح، وشفى الله المرضى وتولاهم بعنايته وحفظ وحمى الله الوطن وأهله من كل مكروه.