الشعور بالمسؤولية في مواجهة كورونا
ترددت مفردة ”المسؤولية“ كثيراً خلال الأيام الماضية تعبيراً عن الأسف، وربما الغضب، بعد تزايد أعداد المصابين بفيروس ”كورونا“. حيث يعزوا البعض سبب هذه الزيادة إلى حالات التهاون والإهمال واللامبالاة عند البعض، من الذين لم يلتزموا التدابير الوقائية التي تمنع الإصابة بهذا الفيروس وانتشاره.
ومن نافلة القول بأن المسؤولية قيمة إنسانية وأخلاقية واجتماعية. والإنسان المسؤول عليه أن يلتزم بالاشتراطات الصحية، والتدابير الوقائية التي تتخذها الجهات المختصة، ويتعاون مع أبناء مجتمعه في مواجهة هذا الوباء، لصالحه هو، ومن أجل خير مجتمعه.
لقد ورد في الحديث الشريف أن ”كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته“. وعليه فإن تحمّل كل فرد المسؤولية في هذا الظرف الحرج أمر غاية في الأهمية، وضرورة إنسانية، من أجل حياة الإنسان، ومصلحة المجتمع العامة. فالفرد عليه واجبات وأدوار ومسؤوليات تجاه نفسه وأسرته ومجتمعة والآخرين من حوله.
غير أن التهاون في تحمل المسؤولية، وعدم التقيد بالإرشادات العامة، أو الالتزام بالتدابير الوقائية التي تتخذها الجهات المختصة، يمكن أن يساهم في انتشار الوباء، ويجعل مواجهة انتشاره، وتطويقه، واحتواءه، والقضاء عليه، أمر في غاية الصعوبة، مما يؤدي إلى عواقب مضرة وغير محمودة.
والمؤكد أن هناك كثيرون يشعرون بالمسؤولية تجاه ما يحدث، ويلتزمون بالتدابير الوقائية في مواجهة انتشار هذا الفيروس، وهم يستحقون التقدير والاحترام. أما من يتهاون، ولا يعير السلامة العامة أي اهتمام، ولا يلتزم بالإجراءات الاحترازية، ويأتي بأفعال محرّمة أو خاطئة، رغم إدراكه بنتائجها الوخيمة عليه وعلى مجتمعه، فعليه تحمّل عواقب أفعاله في الدنيا أمام الناس، والمحاسب أمام الله في الآخرة.