محمد بن سلمان والقفزات الـ13
لا شك أن المملكة في هذا العهد الزاهر، تُحقق وفي فترة وجيزة إنجازات وإصلاحات غير مسبوقة في مسيرة هذا الوطن الذي يخطو بثبات نحو صدارة المشهد العالمي في الكثير من الصعد والمستويات، ولعلّ عضويته البارزة والمستحقة في مجموعة العشرين G20، وهو التكتل الاقتصادي والسياسي الأضخم على مستوى العالم، والذي يُمثّل 80 % من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكان العالم وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.
في التصريح الأخير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرّاب تحوّلها الوطني الكبير ومهندس رؤيتها الطموحة 2030، وضع الكثير من الأرقام والنسب والإنجازات والإصلاحات التي تحققت في الأربع سنوات الماضية، وتمثّلت في 13 قفزة نوعية شكّلت بانوراما سعودية مميزة على أكثر من صعيد ومستوى:
القفزة الأولى: النمو المتسارع في الناتج المحلي غير النفطي وهو مؤشر دقيق لنجاح الاستراتيجيات الاقتصادية الكبرى التي تُقلل كثيراً من اعتماد الوطن على النفط.
الثانية: المكانة الرائعة التي حظيت بها المملكة من دول العالم لنجاحها الباهر في التعامل مع جائحة كورونا، إذ عدت من أفضل 10 دول تغلبت على تبعات وآثار هذه الجائحة الخطيرة.
الثالثة: الإصلاح الكبير لسوق العمل وتوفير المزيد من الفرص والوظائف للسعوديين والسعوديات، وقد حدد ولي العهد بألا تصل نسبة 7 % للبطالة في العام 2030.
الرابعة: رفع حجم الإيرادات غير النفطية إلى 360 مليار ريال لهذا العام، وذلك من أجل استمرار الإنفاق والتمويل والحفاظ على مكتسبات الوطن.
الخامسة: التزام الدولة برفع نسبة تملك المواطنين للمساكن بشكل متزايد ومطّرد للوصول إلى أرقام ومؤشرات إيجابية في هذا الملف المعقد.
السادسة: نمو الاقتصاد السعودي نتيجة الاهتمام الكبير ب ”صندوق الاستثمارات العامة“ الذي بلغت استثماراته 311 ملياراً خلال السنوات الأربع الماضية، ما ساهم في توفير 190 ألف وظيفة.
السابعة: مكافحة الفساد بكل حزم وشفافية، فبعد أن كان يستهلك ما بين 5 % و15 % من ميزانية الدولة، أصبح الآن في مستويات متدنية جداً.
الثامنة: محاربة الإرهاب عبر حملة جادة لمعالجة أسبابه والتصدي لمظاهره، وقد استطاعت الدولة القضاء على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى أربعة عقود، ولكنه الآن أصبح منبوذاً ومرفوضاً من كل مكونات وتعبيرات الوطن.
التاسعة: التطور الهائل في الرياضة السعودية بمختلف أشكالها ومستوياتها، خاصة في الاستضافات العالمية للرياضات المختلفة على ملاعب وحلبات الوطن.
العاشرة: الارتفاع الكبير في عدد الفعاليات المختلفة المقامة في المملكة، إذ تجاوزت ال3400 فعالية في 2019، الأمر الذي ساهم في رفع معدلات الإنفاق للمواطنين والمقيمين والزوار والسياح داخل المملكة.
الحادية عشرة: تنمية المجتمع وتحسين جودة الحياة وذلك عن طريق مشاركة كل الأفراد والنخب والمكونات في المجتمع في المجالات والقطاعات الثقافية التي تُشرف عليها 11 هيئة ثقافية أقرتها مؤخراً وزارة الثقافة.
الثانية عشرة: التمكين الحقيقي للمرأة السعودية والتي أصبحت الشريك الأساسي والحقيقي للرجل السعودي وذلك من أجل تنمية ونهضة الوطن، ولعلّ تضاعف نسبة وجود المرأة السعودية في سوق العمل خير دليل على ذلك.
الثالثة عشرة: إعادة هيكلة وغربلة العلاقة التعاقدية للوافدين بما يضمن حفظ حقوقهم وتحديد واجباتهم.
الأمير محمد بن سلمان بما يحمل من ذكاء وطموح ورؤية، يُتقن جيداً ”لغة الأرقام“ باعتبارها المجسّ الدقيق والكشاف الحقيقي لواقع التطور والازدهار لوطن يخطو بثبات ليكون مصدر إلهام وإبهار للعالم.