نحن من يُقرر: نتعاون أم نتهاون؟
يبدو أن الارتفاع الكبير في المنحنى الوبائي لفيروس كورونا المستجد في كل العالم، فرض حملة إجراءات احترازية جديدة، بل وحالة استنفار قصوى لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة التي عادت مجدداً للانتشار السريع، لتزداد على إثرها أعداد المصابين والوفيات.
وقد بدأت وزارة الصحة وشركاؤها من كل الوزارات والقطاعات قبل عدة أيام، حملة ”نتعاون ما نتهاون“ لحث أفراد ومكونات المجتمع السعودي بمواطنيه ومقيميه على الالتزام والتقيّد بحزمة الإجراءات الاحترازية الوقائية وأهمها: ”الالتزام بلبس الكمامة، وعدم المصافحة، وغسل اليدين والتعقيم، والتباعد الجسدي، وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة“. كل تلك الإجراءات وغيرها، للحفاظ على صحة وسلامة الجميع والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، لتعود الأرقام والإحصائيات لهذه الجائحة الخطيرة إلى مستوياتها المتدنية التي كانت عليها قبل مدة قصيرة.
ومنذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في المملكة في 2 مارس 2020، وفرت قيادتنا الرشيدة كل الدعم والإمكانيات لمكافحة هذا الوباء الخطير، بل وكان وطننا العزيز من أوائل الدول التي عرفت جيداً أخطار وآثار هذا الوباء، وتعاملت بصرامة وكفاءة مع كل تداعياته وتموجاته، الأمر الذي جعل المملكة تحظى بإعجاب وتقدير العالم، لتكون في صدارة الدول الأكثر حرفية ومهارة في التعامل مع هذه الجائحة الخطيرة التي شلّت حياة العالم، كل العالم.
المملكة - ولله الحمد - ما زالت في المستويات الآمنة في مقياس جائحة كورونا، رغم الارتفاع الأخير لأعداد المصابين والذي كان نتيجة تراخي وتهاون البعض، ولكن الحملة الوقائية الجديدة التي أطلقتها وزارة الصحة وبتعاون كل أفراد ومكونات المجتمع، ستُسهم بإذن الله في انخفاض الأرقام والإحصائيات، وستعود الأمور كما كانت تحت السيطرة.
إن عودة تطبيق القرارات والإجراءات الوقائية الصارمة تعكس الحرص الشديد لدولتنا العزيزة بقيادتها ومؤسساتها وشعبها، والتي وضعت ”سلامة الإنسان“ في سلم الأولويات والأهداف، ولتؤكد دائماً بأن المسؤولية مشتركة بين كل فئات ومستويات المجتمع السعودي.
الكل مسؤول عن الحفاظ على مكتسبات ونجاحات المرحلة السابقة التي أشاد بها كل العالم، تلك المرحلة التي شهدت انخفاضاً كبيراً في عدد الإصابات والوفيات، إضافة لعودة الكثير من ملامح الحياة الطبيعية، وقد يكون ذلك هو ما جعل البعض يتهاون في تطبيق الإجراءات والاحترازات الوقائية المعتادة.
الدولة بقيادتها الرشيدة ومؤسساتها الوطنية، قدمت نموذجاً ملهماً يُحتذى به في كل العالم في كيفية التعامل الرائع مع أخطار وآثار جائحة كورونا، وهي مستمرة في ذلك حتى نهاية هذا الوباء، ولكن الأمر يتطلب أيضاً استشعاراً حقيقياً بخطورة الأمر من قبل المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، لنتجاوز جميعاً هذا الوباء الخطير بأقل الخسائر البشرية والمادية، وتعود حياتنا جميلة كما كانت وأكثر.