المرأة السعودية في الخطوط الأمامية
قبل يومين، وتحديداً في 8 مارس من كل عام، يُصادف الاحتفال الأممي السنوي باليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة دولية أقيمت لها احتفالية خاصة لأول مرة في عام 1911 في أربع دول فقط وهي النمسا والدنمارك وسويسرا وألمانيا، ولكنها في هذا العام تُكمل عامها ال 110 وتحتفل بها كل دول العالم.
ولقد كانت البداية في عام 1908، حينما خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية في شوارع نيويورك الأمريكية، وذلك للمطالبة بتقليل ساعات العمل وزيادة الأجور وتحسين بيئة العمل والسماح للمرأة بالتصويت في الانتخابات، وفي عام 1910 عُقد أول مؤتمر دولي للمرأة العاملة في مدينة كوبنهاغن الدنماركية بحضور 100 امرأة تُمثّل 17 دولة، وتم الاتفاق على أن يكون الثامن من مارس من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال بإنجازات وإبداعات المراة وللإشادة بطموحاتها ونضالاتها.
ومنذ نصف قرن تقريباً، وتحديداً في عام 1975، بدأت منظمة الأمم المتحدة بالاحتفال بهذا اليوم العالمي بشكل رسمي، كما اختارت شعاراً موضوعاً مختلفاً لهذه الاحتفالية في كل عام، وقد كان أول شعار في عام 1976 بعنوان: ”الاحتفاء بالماضي والتخطيط للمستقبل“، بينما شعار هذا العام هو: ”المراة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل المساواة في عالم COVID - 19“ وذلك في إشارة واضحة للجهود الهائلة والتضحيات الجسيمة التي تبذلها المرأة في كل العالم لمكافحة جائحة كورونا.
تلك هي حكاية اليوم العالمي للمرأة، وهي كما أظن مقدمة جيدة، للكتابة عن المرأة السعودية التي تعيش عصراً ذهبياً حققت فيه الكثير من تطلعاتها وأحلامها، رغم أن المرأة بطبيعتها تطمح بالمزيد دائماً، لقد حققت المرأة السعودية حضوراً مهماً وتألقاً ملهماً، محلياً وعالمياً، وفي كافة الصعد والمستويات، وهي تحصد الإعجاب والتقدير، وتُشارك بفاعلية وتمكين في صنع حاضر ومستقبل المملكة، المرأة السعودية في ”عهد سلمان“ ملكنا الحكيم، وفي ”رؤية محمد“ ولي عهدنا الأمين، تتصدر ملامح الفرح وتُحلق في سماوات الألق، المرأة السعودية، عضو بارز في مجلس الشورى ورئيسة جامعة وسفيرة لوطنها ومسؤولة وقيادية وأديبة ومثقفة وطبيبة ومعلمة ومهندسة وجندية، وهي باختصار شديد: أيقونة السعودية.
نعم، المرأة السعودية أثبتت على مر التاريخ تميزها وكفاءتها، ولكن شجاعتها المذهلة وروحها العالية في مواجهة جائحة كورونا ووقوفها بعزم وبسالة في الخطوط الأمامية في المستشفيات والمراكز الصحية والمبادرات المجتمعية، يؤكد بما لا يدعو للشك، قيمة وروعة المرأة السعودية.