شهر رمضان.. عبق المكان وسحر الزمان
يطل علينا رمضان، شهر الصوم والعبادة والتقوى، وروزنامة البهجة والمتعة والسلوى، شهر الخير والمغفرة والذكر، وشهر المحبة والأنس والسعادة، الكتابة عن هذا الشهر الفضيل والزائر الجميل، كتابة لا تُشبهها كتابة، وخاطرة تحمل في طياتها كل معاني الألق، الكتابة عن شهر رمضان رحلة مدهشة ومناسبة قدسية، تُعيد تأثيث أرواحنا المثخنة التي اشتاقت لمعانقة الأحلام، وتُعيد توجيه مشاعرنا المرهقة التي تاهت في غربة الأوهام.
”شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ“، احتفالية بانورامية مذهلة تتأنق فيها الحكايات والذكريات، وبشارة طمأنينة تتلألأ حولها تسابيح الدعاء والمناجاة. شهر رمضان بكل ألقه وعبقه، موسم غني بالبذل والعطاء وفرصة سانحة لنسج روابط الألفة والصفاء.
شهر رمضان الكريم، الأمس واليوم والغد، هو شهر العطاء واللقاء والسلام، وهو فانوس الفرح الذي يُضيء كل القلوب والأرواح والمشاعر، وهو سجادة الصلاة التي تتناجى حولها آيات الذكر والعبادة والدعاء، وهو أنشودة الفرح التي تتغنى بها كل معاني الحب والسكينة والنقاء.
نعم، قد تحوّل هذا الشهر الفضيل إلى ”بازار كبير“ لبيع وتسويق وترويج كل السلع الغذائية والبضائع / الأعمال الفنية، وأصبح ”ذروة موسمية“ تتسابق عليها كل الشاشات والمحطات لتُقدم كل ألوان وأشكال ومستويات الفن والترفيه والدراما، وهذا بلا شك أمر معتاد وطبيعي منذ عقود طويلة، فأيام وليالي شهر رمضان تزدحم بالمسلسلات والبرامج والفقرات التي تنتظرها القلوب العطشى لمشاهدة الحكايات والبطولات ولرسم الفرح والضحكات، ولكن الأمر الذي يحتاج لوقفة صادقة من صنّاع الدراما والبرامج الرمضانية هو احترام قدسية ومكانة هذا الشهر الفضيل وذلك من خلال عرض الأعمال الفنية التي تحمل هامشاً من الانضباط والمسؤولية التي تتناسب مع قيمة ورمزية هذا الشهر الفضيل.
شهر رمضان الكريم، هو ”المائدة الكبرى“ التي تحتضن كل ما لذ وطاب من الأطباق والوجبات، وكذلك كل ما يُفرح من الصور والذكريات، شهر رمضان الفضيل، أيقونة الشهور وموسم السرور. شهر رمضان الكريم، عبق المكان وسحر الزمان.
للعام الثاني على التوالي، نعيش أجواء رمضان في ظل جائحة كورونا التي غيّرت وجه العالم، كل العالم. كل الأمنيات التي يحملها كل البشر، بأن تنزاح هذه الغمة الجاثمة على كل القلوب في أقرب وقت، لتعود حياتنا كما كانت، في رمضان وفي كل زمان.