الآباء والأمهات والأجيال الجديدة
إن جيل الشباب بطبيعتهم يرغبون بالاستقلالية في شؤونهم الحياتية ويعتبرون هذا الأمر طريقة لتعزيز المهارات الذاتية والاجتماعية والتخطيط للأهداف الخاصة بهم بصورة إيجابية، وذلك من أجل تحمل مختلف المسؤوليات التي تتطلبها الظروف الحاضرة والمستقبلية.
إن الرغبة في الاستقلال الذاتي له آثار مثمرة ولكن شرط أن يكون وفق الحدود المعينة والأطر الاجتماعية والأخلاقية والتربوية والعرفية وغيرها من الأطر الأخرى، كما يؤدي لتقوية الثقة بالنفس وتنمية المواهب والإبداعات وتوسيع المعارف الإنسانية لدى فئة الشباب.
إن على الآباء والأمهات أن يحترموا الأهداف والتطلعات المستقبلية الخاصة بفئة الشباب التي لها آثار إيجابية، وأن لا يتم التطفل بغرض التدخل في القرارات والشؤون الخاصة إلا في حال إذا كانت هناك قناعات وسلوكيات منحرفة فإن لدى الآباء والأمهات الحق في توجيه فئة الشباب بهدف الإصلاح، بشرط أن لا يتم ممارسة القهر أو العنف أو التسلط أو الضغط النفسي والاجتماعي أو تصيد الأخطاء، فكل هذه الممارسات تمهد لبروز مشاكل وارتباكات فكرية ونفسية وسلوكية تمتد لفترة طويلة من الزمن.
من ناحية أخرى على فئة الشباب أن يحترم الكلام الموجه له والذي يكون من قبل المربيين والموجهين، وبهذا عليه أن لا يخالف ذلك أو يمارس سلوكيات تخالف الذوق العام «غير لائقة»، فقد يكون الغرض من الكلام هو تمني الخير والأفضل وتعزيز حسن الظن بين الكبار والصغار بالعمر فذلك يؤدي لتأسيس العلاقات المبنية على الحب والاحترام والتفاهم والتواصل بين فترة وأخرى، بالإضافة للقبول والرفض بين الآخر على حسب نوعية الأسلوب والممارسات. كل هذه الأمور من الأحرى أن تطرح بطريقة سرية «التكتم».
وفئة الشباب ليست مجبرة على اتباع جميع ما يطرح من قبل الآباء والأمهات فإن لدى الشباب القرار في رفض ما يطرح إذا كان هناك ممارسات خاطئة تأثر سلبا على مستقبل ونفسية وسلوك فئة الشباب، لأن هذا يعتبر اعتداء على حقوق الآخرين ومحاولة سلب الحرية الشخصية التي تكون ضمن حدود وقيود معينة.
إن هذا الجيل الجديد تختلف أفكاره وسلوكياته وتطلعاته عن الأجيال السابقة بشكل كبير، فعلى الآباء والأمهات أن تكون لهم قدرة على احتواء الآراء والأفكار وقراءة الحاضر والمستقبل للأجيال الجديدة، بالإضافة لتقبل واحترام الاختلافات.