وجهان لعملة واحدة!
جلست مجموعة من النسويات مع بعضهن فقالت إحداهن: يذلني ويبهدلني، يحملني كل الأخطاء ولا يثمن أي جهد أقوم به. نصحوها: لا تنتظري، اطلبي الطلاق فورا أو اخلعيه واحتفلي بالتخلص منه ومن عبوديته لك. ردت عليهن: يا بنات، لا تستعجلن في إطلاق الأحكام، إني أتحدث عن مديري في العمل وليس زوجي. قلن: مديرك؟ ما دام مديرك فيجب عليك الصبر والتحمل لأجل لقمة عيشك ومستقبلك والحياة تحتاج للتضحية والصبر.
غادرتهن وهي تتمتم: يا صديقات إبليس ويا هادمات الأسر، لما اعتقدتن أني أتحدث عن زوجي كنت في نظركن أسيرة ومستعبدة ويجب علي خلعه وكسر قيود العبودية ولما علمتن أنه مديري أصبح واجبا علي أن أصبر وأتحمل إهانته واستعباده لي. مسكينة هي من تسقط في شراك النسويات عدوات الأسر والمجتمعات والفطرة.
دعونا نعكس القصة هنا ونضع الذكور بدل النساء لتكون القصة كالتالي:
جلس مجموعة من الذكور مع بعضهم، قال أحدهم: لا تحترمني أبدا وتهينني وتذلني أمام الجميع ولا تقدر كل ما أفعله.
قال واحد منهم: كن رجلا!! طلقها وأرسلها وأطفالها لبيت أهلها أو أرسلها لوحدها واحرمها منهم. قال آخر: الشرع حلل أربع. تزوج عليها وأقم حفل زفاف ليس له مثيل. دعها تتأدب وتعرف أن الله حق!
رد عليهم: يا رجال، اكبحوا جماحكم، أنا أتحدث عن مديرتي في العمل وليس عن زوجتي.
قالوا: مديرتك؟! منذ متى والنساء مديرات للرجال!؟ هل وصلنا لهذا الحال؟! لكن إذا كنت تتحدث عن مديرتك فما لك إلا الصبر فهذا عملك ومستقبلك ولقمة عيشك وليس لعبا لا بد من الصبر والتضحية!!
غادرهم وهو يتمتم: أيها الذكور يا من لا تعرفون معنى الرجولة ولا تمتون لها بصلة يا هادمي الأسر يا أنانيون يا من لا تفكرون إلا في شهواتكم فقط. لما اعتقدتم أني أتحدث عن زوجتي وجب علي أن أطلقها أو أتزوج عليها وأحتفل بهدم أسرتي لأعلمها الأدب وأثبت رجولتي.. ولكن عندما علمتم أنها مديرتي في العمل نصحتموني بالصبر عليها وتحمل إهانتها.. مسكين من يسقط في شراك الذكوريين أعداء الأسر والمجتمع والفطرة!
التطرف هو تجاوز حدود الاعتدال في الشيء والمبالغة فيه وهو أيضا المغالاة في الاعتقادات سواء كانت سياسية أو دينية أو مذهبية أو فكرية والنسوية والذكورية ما هما إلا وجهان لعملة واحدة بشعة جدا وهي التطرف والأنانية فيمن يمارسه من كلا الجنسين.
يعتقد بعض الذكور أن الإسلام قد فضل الرجل على المرأة واستنقص منها وأمر بضربها لكن من المستحيل تفضيل الإسلام لبشر على آخر لمجرد أن الله خلقه ذكرا. بينما تحاول بعض النسويات تعميم فكرة سلطة الرجل وهامشية المرأة وتستخدم حالات القمع الفردية التي تتعرض لها بعض النساء ويحاولن إظهارها على أنها جماعية وموجودة في كل منزل.
وكما يوجد هنالك ذكوريون، توجد أيضا ذكوريات يحاولن البروز والشهرة ومحاولة الحصول على دعم الرجل والاستفادة من قوته بمحاربة بنات جنسهن. وكما توجد نسويات، يوجد أيضا نسويون يظهرون بمظهر المدافع عن المرأة وحقوقها باستماتة قل لها نظير للدرجة التي تثير الشك في نواياهم الحقيقية تجاه المرأة.
لكن يبقى الفرق الوحيد بين النسوية والذكورية أن الذكورية قديمة جدا بينما لم نسمع بالنسوية إلا مؤخرا.