نشر الثقافات الإيجابية
التعاملات الإيجابية بين البشر تؤدي لتكوين القناعات والأفكار والسلوكيات الإنسانية التي تهدف لتأصيل ثقافة التسامح وترك ثقافة الوصمة الاجتماعية، المقصود بالوصمة هي: عدم قبول أي طرف لديه عيوب، وأسباب ومشاكل اجتماعية، وسوابق سلبية، وأمراض معينة، وخلافات عدائية، وغيرها من أمور أخرى تمنع من تكوين العلاقات المتماسكة المبنية على التواصل والتفاهم والتعايش الاجتماعي.
وبالتالي فإن العفو والتسامح ينهي أسباب التوتر والخوف الشديد الحاصل الذي يمهد الطريق لانتشار ثقافة الكراهية والعنصرية بين أفراد المجتمع، وخصوصا أن هناك مجتمعات تحرض شرائح أخرى على نشر العدوان بدلا من العمل على احتواء الخلافات الكبيرة التي تشكل خطر على حالة التماسك الاجتماعي، والحاضر والمستقبل الخاص بالعلاقات الإنسانية.
ومن هنا يجب تهيئة الأجواء الإيجابية والبيئة النشيطة التي توفر الإمكانات والعوامل المساعدة التي تعطي كل طرف المساحة اللازمة للحوار والنقاش والتفاعل مع الآخر دون تصيد الأخطاء ونبش الملفات القديمة «الرجوع للخلافات السابقة بغرض إثارة الفتن والأحقاد في النفوس»، للتعامل مع هذه الأمور بشكل فعال من الأحرى تقوية الإرادة والثقة بالنفس والتشبث بالعمل والجهد الكبير، من أجل الصمود تجاه الضغوطات الاجتماعية والإحباطات النفسية التي تمنع الشخص من الوصول للأهداف المنشودة.
إن ثقافة الوصمة الاجتماعية مرتبطة بعدم تقبل الاختلافات وخاصة وأن التنوع يعتبر ظاهرة صحية، ولكن هناك من لديه حالة التعصب الشديد تجاه الطروحات والمواضيع الأخرى حيث يظهر ردود الأفعال المتطرفة التي تبعد الإنسان عن الاعتدال والوسطية في الأمور الاجتماعية والثقافية والحياتية، فذلك لا يعطي الفرد والمجتمع الشعور الدافع للراحة والطمأنينة بل يحدث ارتباكات تبقى لفترة طويلة من الزمن، بمعنى آخر تعطيل التفكير عن مواجهة الصعوبات الشاقة بصورة فعالة.
ترك ما يسبب الضرر مرتبط بالثقافات السلبية أو الإيجابية التي تملكها كل شريحة بشرية معينة، فهناك من يشجع الناس على ترك ما يجلب المضرة، من جهة أخرى يوجد من يعمل على تحريض الغير على نشر السلوكيات العدوانية وتحبيط المشاريع التنموية والأعمال التطوعية، فعلى المتطوعين واللجان الاجتماعية والأهلية أن يوسوعوا صدورهم ولا يستسلموا للمشاكل الكبيرة، وذلك ليتم تأصيل ثقافة التسامح وقبول رأي الآخر بالرغم من وجود اختلافات متعددة بين كل طرف.