العيد عنوان الفرح
الكتابة عن العيد، مهما كان هذا العيد، ومهما كانت الظروف والمواعيد، كتابة ممتعة تُحرّض على صنع البهجة والسعادة، وكتابة ملهمة ترسم الجمال والخيال، فالعيد هبة الفرح وبريق الألق. يمر العيد تلو العيد، رغم هيمنة هذه الجائحة الخطيرة التي شلّت مفاصل وتفاصيل العالم لأكثر من عامين متتاليين، ولكنه العيد الذي لا ينسى مواعيده مهما بعدت المسافات ومهما تاهت الأمنيات.
في العيد، تلبس الدنيا ثوب الأحلام المعلّقة برسم الأمنيات، وتتعطر الفرحة الوالهة ببخور الذكريات، وترقص البهجة في ثنايا الأغنيات. في العيد، تتبادل القلوب المترعة باقات الحب والتهاني، وتتعايد الضحكات المدوّية ببطاقات البهجة والأماني.
منذ عامين استثنائيين لم يشهد التاريخ الحديث مثلهما على الإطلاق، يطل العيد تلو العيد بكل ما يُحيطه من حذر وقلق، بهياً وجميلاً كعادته القديمة التي لم تفارقه مهما كانت الظروف، ليزرع في أرواحنا شتلات الفرح الذي بهت بريقه، وليرسم على قلوبنا ألوان الحب الذي ضلّ طريقه، ولينشد على مسامعنا أغنيات العيد التي تُعيد لنا ذكريات الطفولة والبراءة.
العيد هو العيد، مهما كانت ظروف التباعد، والعيد هو العيد مهما كانت الأحداث والمشاهد. العيد موسم تكتنزه الدهشة والبهجة، العيد سحابة باذخة تمطرنا بوابل من الحب والفرح، العيد ألبوم صور يُعيدنا لزمان ومكان الذكريات والأمنيات.
الأجيال الماضية التي أنتمي لبعضها، كان للعيد طقوس وخطوط، تبدأ قبل أن يهل العيد بأيام، تفصيل الثوب الأبيض الجديد، ومعايدة الأهل والجيران والأصدقاء، والتجهيز للرحلات والمخيمات التي تتناثر على الشواطئ والصحاري، ومشاهدة المسرحيات الكوميدية والإسكتشات المضحكة التي لا نمل من مشاهدتها المتكررة في كل عيد، والمشاركة في الألعاب الشعبية والتراثية، وصرف العيدية القليلة في الدكاكين والبسطات التي تبيع الحلوى والمرطبات، وزيارة الملاهي المتنقلة التي تكثر في الأعياد والمناسبات، والعديد من التفاصيل الجميلة والبسيطة التي أصبحت من الذكريات التي تسكن الذاكرة.
العيد عنوان الفرح، مهما كانت الظروف والمحن، وسيبقى نافذة الحب التي تطل على الأمل.