كأنك تدخل في غابة الذئاب
إن الحب الناتج عن المودة والاحترام والوفاء هو الذي يدوم لفترة طويلة من الزمن فهو يعتبر من أجمل المواقف التي مر بها العشاق، هذا الحب الحقيقي يجعل الإنسان يشعر بالأمان والراحة، وعكس ذلك هو الحب الشهواني المبني على المصالح والذي يقود في نهاية المطاف للاعتداء والتنمر الجنسي، إضافة لإنهاء العلاقة نتيجة عدم قبول الأسلوب المنحرف الذي يستخدمه الطرف الآخر.
فهناك عقول خاصة بفئة من الشباب منغمسة في الشهوات، فهي تفكر دائما بالخداع والجنس وغيرها من أمور أخرى سيئة، بمعنى آخر لا توجد أي ذرة من الحب الحقيقي بداخلها، فإن مثل هذه الصداقات لا تدوم لفترة طويلة من الزمن خاصة عند عدم وجود تفاهم بين الشخصان.
ومن الأمثلة على الأساليب التي ذكرت هو أن هناك فئة من شباب اليوم يميلون نحو الاستغلال السيئ بالعلاقات، فمثلا استغلال ولد لديه صفات إنسانية جميلة كالجسم الجميل أو وسامة الوجه وغيرها من أمور أخرى تثير الشهوة.
وإن الهدف والقصد من العنوان المذكور «كأنك تدخل في غابة الذئاب» هو تبيان نقاط وأساليب معينة، وهي وجود فئة الشباب التي تميل لنصب الأفخاخ عن طريق الاستعانة بجماعة أو فرد واحد يلجأ إلى التقاط الصور للمعتدي عليه بأستخدام كاميرات معينة في لحظة الاعتداء الجنسي والعراء، إضافة لاتباع أسلوب الابتزاز تجاه الطرف الآخر من خلال كشف الأسرار الخاصة به على الملأ وذلك نتيجة حدوث خلافات معينة، والمقصود بذلك بسبب أن الشاب المنخدع قام بقطع العلاقة لإن فيها نوع من المضايقة، وبعد ذلك قام المخادع بنشر المواقف في المجتمع بغرض إثارة البلبلة بين الناس.
لينجو الإنسان من هذه الأفخاخ يجب أن يتعلم الفرد على كيفية اكتشاف المخادعين قبل حدوث المشكلة وأن تكون لديه تجارب وأخطاء سابقة ليستطيع التعامل مع مختلف الشخصيات في الحياة العامة، وذلك كي لا يقع في الدائرة الضيقة التي تؤدي للدخول بخانة التفكير في الانتحار والتعرض للصدمة النفسية التي تمنع الشخص من البحث عن العلاقات الجديدة وأيضا التفاعل مع الأفراد والمجتمعات الأخرى.
وهناك مجموعة من الأسباب الاجتماعية والتربوية والأخلاقية والسلوكية وغيرها من أسباب أخرى تؤدي لانتشار هذه الأساليب الخطيرة بين أفراد المجتمع وهي: ضعف الوازع الديني، ومتابعة أصدقاء السوء، وضعف الثقة بين البشر، وسوء النية، وانعدام مهارة كتمان الأسرار الخطيرة جدا، والتربية الهابطة من قبل الآباء والأمهات، والغيبة، والنميمة، والحقد، والكراهية، وعدم التعلم من المواقف السابقة والدروس الحياتية القاسية.
السؤال المهم الذي يواجه المشاعر والأحاسيس والقناعات والأفكار والثقافات الخاصة بالمجتمع: هل سيبقى الجيل الجديد أسير لمثل هذه السلوكيات غير العقلانية والظواهر المقلقة التي تعمل على تدمير التماسك الاجتماعي وتجعل جيل الشباب مشردين وضائعين، أم سيتم دراسة المشكلة من جميع النواحي، من أجل منع انتشار الفتن؟