قبلة خاصة من جزيرة تاروت في يوم الوطن
يصادف يوم الخميس تاريخ 23 سبتمبر 2021 ميلادي الموافق 15 صفر 1443 هجري اليوم العزيز على قلب كل مواطن، وهو ذكرى اليوم الوطني «91» حيث تشهد سماؤنا في هذا الوطن الغالي صفاءً بنقش الحناء بنجومها الزاهية، كما أن كوكب الأرض وهو المكان الذي نعيش فيه وتعيش فيه كل المخلوقات يحتفل، وكوكب الأرض «بدارنا» والتي «هي لنا دار» وهو شعارنا لهذا العام الميمون
الاحتفاء الباهر والمتميز، بهذه المناسبة السعيدة تلبس فيها أجمل حلية، وتتزين باللون الأخضر والأبيض، وهو يوم فرح وسعادة وبهاء بما حققه هذا الوطن من مجد وازدهار بماضيه الأصيل وحاضره الزاهر ومستقبله الواعد بإذن الله، وها نحن اليوم سعداء بتجاوز التحدي الكبير الذي واجهته البلاد بظروف الجائحة العالمية «كورونا وحيث أثبت لنا التاريخ بإن صحة الإنسان والحفاظ عليه كانت ومازالت من الأولويات والاهتمام والحرص الشديد، لحكومة هذه البلاد المباركة وببذل الغالي والنفيس في استكمال الجرعات التطعيمية اللازمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، والبقاء على الاحترازات الوقائية من أجل سلامة الجميع ومهما كلف ذلك من جهد ومال.
ربما جاء سؤال يخطر على الأذهان وهو: ماذا نعرف عن هذا اليوم المجيد؟ وماذا يعني لنا؟
إن هذا اليوم «يوم التوحيد» الذي وافق تاريخه 23 سبتمبر 1932، هو اليوم الذي قام فيه المؤسس المغفور له بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بإصدار مرسوم ملكي معلنا توحيد البلاد واستبدال أسمها الذي كان باسم مملكة الحجاز ونجد إلى اسم المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن لا يزال أبناء هذا الوطن الحبيب يحتفلون بذكرى هذا اليوم الوطني الكبير ويتبادلون التهاني والتبريكات وبأجمل المعاني والعبارات، عشقاً ووفاءً، مترقبين انطلاق الفعاليات والاحتفالات التي تعم جميع أنحاء المملكة بهذه المناسبة الغالية.
إنه يوم تسعد فيه الأفكار، حتى تعجز الكلمات وتقف حائرة خجلى، قد لا تفي حقه ومكانته، فهو ليس بحكاية عابرة تقال ولا بقصة لماضي تسرد، وإنما هو ذكرى ليوم مشهود، فمنذ ذلك التاريخ تعيش هذه البلاد المباركة وأهلها اثراً بالغاً في الأهمية، عنوانه ما قامت به حكومتنا الرشيدة من تحمل للمسؤولية بكل ما لديها من قوة بعد الله سبحانه وتعالى برفع عزة الوطن، بتوحيده ولمَ شمله تحت مظلة راية واحدة «راية التوحيد» ومسمى وهو «المملكة العربية السعودية»، وأن قاعدة المواطنة والشراكة فيه تعززان الوحدة الوطنية وتثبت القواعد المتينة والتي من أجلها أصبحت قاعدة الولاء والانتماء والإخلاص للوطن متينة وصلبة، صفاً واحداً للنمو والارتقاء وبكل فخر واعتزاز، فعشق الوطن راسخ في العقول، مجتمع واحد ممزوجاً بالحب والوفاء والتفاني في الدفاع عن أرضه وقيادته وقيمه والحفاظ على مقدراته ومكتسباته.
فأجمل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة والجميلة، إلى المقام الكريم إلى الأب الحاني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك الوفاء والمروءة والعطاء وإلى أمير الرؤية الرائدة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله - كما هي فرحتنا بما حققته هذه البلاد من نهضة وتقدم ورقي على جميع الأصعدة وفي شتى الميادين. كما نتقدم جميعاً، بأجمل التهاني والتبريكات المعطرة بماء الورد، إلى صاحب الأيادي البيضاء، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وإلى سمو نائبه الكريم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز - رعاهم الله - كما نبعث بهذه المناسبة السعيدة على قلوبنا تهانينا الأخوية والوطنية المخلصة ونحن في بلاد الأمن والرخاء والازدهار والاستقرار الوطن الغالي «المملكة العربية السعودية»، فقبلة صادقة من جزيرة تاروت بمحافظة القطيف حيث الجمال والإبداع يتألق تاريخاً وتراثاً مجيداً، على أرضها والقلعة التراثية والأثرية الشامخة، خضرةً وبهاءً وبياضاً ناصعاً كنور شمس مشرقة احتفاء وبهجة وسروراً، منا جميع الأهالي، إلى كل فرد من هذا الشعب السعودي الوفي وفي كل مكان من ربوع هذا الوطن المعطاء والذي بفضل الله وكرمه سبحانه وتعالى، يعيش حاضراً من التطور والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد الأبي، ترابط شعب بقيادته الحكيمة الغالية، في زمن العولمة وثقافة الهوية الوطنية والنضج الفكري الواعي والسديد «2030».
نسأل الله القدير أن يحفظ هذا الوطن بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين أجمعين، وأن يفيض عليه من نعمائه وخيراته، وأن يبقيه تاجا على رؤوسنا في ظل حكومتنا الرشيدة، أنه مجيب الدعوات.