مواطنون تحت ظل المسئولية

حسن محمد آل عباس

أتعجب من بعض المتفننين في علم المجاملة  لدى المسئولين وصناع القرار في الدولة ، بحيث يخلقون الخيال من نخاع الوهم ويصورنه كأنه انجاز فهو لا يتعدى نظرة الإعجاب من المسئول وبمجرد ما يذهب ذلك المسئول إذ بها سارت الآمال (والآوهام) المترتبة من زيارته في إتجاه الريح .

وكثير ما نشاهد مثل هذه الظاهرة في مختلف البلدان لكنها كثيرة وتصل إلى حد الشيوع في وطننا الغالي ، ومع توفر معظم الإمكانيات للعيش الرغيد والهانئ في وطننا إلا إننا نتابع بكل الم كيف تضيع تلك الإمكانات في غير مصابها الطبيعية للمواطن وتسخر بدائل عشوائية تخلق منها حمى الانجازات بأنها عظيمه بما فعله المسئولين وحاشيتهم .

ونرى ذلك المواطن يترامى وسط الظروف كيفما شاءت فعلت به فهو غير قادر على إيصال صوته  للمسئول عندها وحتى انه غير قادر على تغير واقعه المرير فلا يجد ألا طريقان :  أحلاهما مر إما أن يصمت وإما أن يتلبس لباس المسكنة عند المسئولين للعطف والرحمة به فتلبى رغباته بصفة الصدقات والمساعده الخيرية بينما هيا أساسا حق شرعي لكل مواطن في هدا البلد ومن أولويات حقوق المواطن توفير هده الحقوق وجعلها أمام نظر المسئولين وتنفذ على أنها حقوق وليست على إنها هبات أو صدقات ومساعدات خيرية تأتي من باب الرأفة والمسكنة فنحن في بلد تأتيه الخيرات من كل جانب ومن أغنى دول المنطقة اقتصاديا وعالميا في أنتاج الطاقة وتصديرها ، وبصرف النظر عن هذا إلا أن الفساد الإداري والمالي منتشر وبكثرة فتكون النتيجة  تضييع حقوق المواطن أو تسلب حقوقه فيصنف من مرتبة مواطن صاحب حق إلى مرتبة مسكين يعطف عليه بكسرة خبز يابس لا خبز كامل .

وهذه كارثة جده تحدثنا عما يجري فالمطلع على داخل الكواليس شيء وخارجها شيء آخر أو عن الملايين التي تصرف هنا وهناك للدول الأخرى ونرى في وطننا60% من المواطنين لا يمتلكون منازل وما زاد بلل الطين هوا التصنيف لإحدى المواقع العالمية الشهيرة حيث احتلت السعودية المركز 169 من بين 190 دولة تضمنها هذا المؤشر ، و ها هيا  مكانة الشعب السعودي بين شعوب العالم ولا ننسى أن شعبنا مصنف أيضا بأنه هو أفقر الشعوب الخليجية و من وجهة أخرى نلاقي الشجب من كثير من المسئولين .

لكن هذه الحقيقة المرة التي لا يمكن المجاملة فيها لان المواطن قد سئم من حياته في وطن يرى أن حقوقه الأساسية فيه تصرف لغيره أو تصرف في غير محلها وابتداء الثانويات قبل الأساسيات وهذا ما قد يفند أي جهد يبذل في الارتقاء في واقعنا لا من المسئولين والحاشية المجاملة ولا من المواطن الذي اعتاد على ايدولوجيا التحجيم والمسكنة ، فتنتج واقع اجتماعي ضيق المعيشة مهمش ومقسم الطبقات فنجد الطبقة الراقية التي عادة تكون من بلاط المسئولين والطبقة الدنيا من شاكلة المواطن البسيط الذي يدأب باكرا حتى المساء ليلاقي ما يطعم به أهله و أطفاله والطبقة الوسطى المتباينة بين كلتاهما .

لذا نأمل من تغير هذا الجو الطبقي في المجتمع وعلى المسئول الاهتمام بما هو مسئول عنه وعلى الجميع التقييم بواقعيه لا بالمجاملة ويجب على المواطن أن يُزرع فيه ثقافة حقوق المواطنة والمطالبة بالحقوق وألا يجعل من نفسه مسكين وفريسة يقتنصها كل من أراد التظاهر بالإحسان والأعمال الخيرية .